أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة معتقلين تحت التعذيب في سجون "قسد".. جريمة جديدة تهز الجزيرة السورية

أرشيف

تتوالى أخبار الانتهاكات في سجون "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، إذ سُلّمت خلال الساعات الـ48 الماضية جثتا شابين من أبناء دير الزور، بعد عام من الاعتقال، وقد بدت عليهما آثار تعذيب مروعة. الضحيتان هما محمد خشان وعبد الرحمن العيسى، اللذان انتهت حياتهما خلف القضبان، ليشكّلا حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات التي تُرتكب بعيداً عن أي محاسبة أو رقابة مستقلة. 

تفاصيل الحادثة
أُعيدت جثتا المعتقلين إلى ذويهما يوم الأحد. وأكدت المصادر أن الجثمان الأول كان "مفقوء العينين"، فيما أظهرت جثة الآخر إصابات بالغة في الرأس ناجمة عن الضرب بأداة صلبة. هذه المشاهد أثارت غضباً واسعاً بين الأهالي، وأعادت إلى الواجهة ملف الانتهاكات بحق المعتقلين في مناطق سيطرة "قسد". 

سياق أوسع من الانتهاكات
ليست هذه المرة الأولى التي تُسجَّل فيها مثل هذه الحوادث. خلال الأشهر الماضية وثّقت منظمات حقوقية عدداً من الوفيات في السجون نتيجة التعذيب أو سوء المعاملة.

في الرقة (تموز/يوليو 2025) توفي شاب في أحد سجون "قسد"، وبررت الأخيرة الوفاة بجلطة دماغية، فيما أكدت عائلته أن آثار الضرب كانت واضحة على جسده.

وفي دير الزور (حزيران/يونيو 2024) سُلّمت جثتا شابين ظهرت عليهما خياطات عشوائية وآثار جراح غير مبررة، ما عُدّ دليلاً على تعرضهما لتعذيب جسدي شديد.

هذه الوقائع تكشف عن نمط متكرر من الانتهاكات، يضع "قسد" أمام اتهامات بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. 

الموقف الحقوقي والإعلامي
رغم جسامة الانتهاكات، ما زالت الأصوات الحقوقية خافتة، فيما يعاني الإعلام المحلي من قيود سياسية وأمنية تمنعه من كشف الحقائق. وتبرز أسئلة مشروعة:
- هل ستتوقف هذه الانتهاكات يوماً؟
- هل يمكن للجزيرة السورية أن تجد صوتها الحقيقي في الإعلام المحلي والعربي؟
- وأين يقف المجتمع الدولي من ملف المعتقلين في شمال وشرق سوريا؟ 

دعوات للمحاسبة
تتصاعد المطالب بضرورة:
- فتح تحقيق دولي مستقل في ظروف وفاة المعتقلين.
- تمكين المنظمات الحقوقية من الوصول إلى السجون وأماكن الاحتجاز في مناطق سيطرة "قسد".
- الضغط على القوى المحلية والإقليمية الداعمة لـ"قسد" من أجل احترام المعايير الإنسانية ووقف الاعتقالات التعسفية.

مقتل محمد خشان وعبد الرحمن العيسى تحت التعذيب ليس حدثاً عابراً، بل رسالة قاسية عن واقع مئات المعتقلين المجهولين في سجون "قسد".

ويبقى السؤال: من سيمنح هؤلاء الضحايا صوتاً؟ ومتى ستتحول معاناتهم إلى قضية إنسانية تتصدر واجهة الإعلام وصناعة القرار الدولي؟

آية عبد اللطيف - زمان الوصل
(57)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي