أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صديقي الأعور..

أرشيف

راسلني معاتبًا ومتهمًا أني أحيد عن الحق وأناصر الدولة السورية.
أجبت: أكيد أناصر الدولة وسأبقى، ولكني أفرق بينها وبين الحكومات الزائلة، وقلت وكتبت ذلك منذ ثلاثة أشهر.
وخلال تأييدي للدولة، أنقد وأعيب على الحكومة "وكنت سباقًا وناقدًا بشدة" لمؤتمر الحوار والإعلان الدستوري وحتى لعب الرئيس كرة السلة بغير أوانه.

أدنت وحزنت على الجرائم في الساحل والسويداء وطالبت بالتحقيق والمحاسبة، طالبت ولم أزل بالحريات والعدالة والمشاركة في السلطة.
وأنت، حتى لم تشر بالأمس لأكبر جريمة، لم تذكر شهداء الكيماوي رغم زوال النظام الذي كنت تتذرع بالخوف منه..
هل أتيت مرة على ذكر من يُقتَل من الأمن والشرطة والجيش؟ هؤلاء أيضًا دمهم أحمر ولديهم أولاد وأمهات.
هل عبت مرة على دعاة التقسيم وسراق الثروات؟
هل تجرؤ على نقد سلوك شيخ، أنت من كنت تقول لي عن رخصه وعمالته ولا هم له سوى تسويق ولي العهد سلمان وتنفيذ أوامر موفق طريف... أنسيت؟!
صمت.
أتعلم لماذا سألته؟
لماذا؟ قال: تابعت لأنك أعور ترى بعين واحدة، ولن أصفك بما هو أقسى.. لأني حريص عليك بعد خسارتي من كنت أحسبهم أصدقاء وفوق العشيرة والقبيلة والأوهام.
أنت تناصر من سرق تمثيل "عشيرتك" ظالمًا ومظلومًا، وبمناصرتك له، يزداد غيًا وظلمًا وتآمرًا..
هنا انتفض: لا تقل تآمرًا وخيانة كما تتهمنا الغالبية..
طيب، طوّل بالك ولا تنفعل، ماذا تسمي جرّ سوريا للويلات، ومنذ اليوم الثاني للتحرير، ماذا تسمي سرقة النفط والغاز وإيواء حزب إرهابي، ماذا تسمي مد اليد للعدو لينفذ مشروعه الكبير.

وتابعت، ماذا تعرف عن "خطة أوديد ينون" المرسومة منذ أربعين سنة، واليوم من تدعمهم ينفذونها بدقة وعن علم وتكليف ومقابل.
انتبه، لم أقل لك عن العلم الأزرق ولا عن طلب النجدة ولا حتى عن شكر الكيان والمظاهرات لداعمها "للمشروع الكبير" لأنك سترد أن قتلهم من إخوتهم هو من دفعهم.

سأسألك فقط عن أمر، لماذا تصف المناضل البلعوس بالعميل وعبد الباقي بالمجرم، رغم أنهما شهدا بالحق والوثائق والتوثيق، وكانا سابقَين للنضال والحرية... يا زلمة وقت كانا يناضلان وأنت من يمدحهما، كان شيخك صَبَّاب قهوة لوفيق ناصر... أليست هذه عبارتك؟!
بالمقابل، ترى من ينتقد السلطة من الأكثرية صوت الحق والقلم الحر والصحافي الشريف... أقذى هذا أم أعور؟!
أنا لم أحِد، بل وحتى حينما أدعم الحكومة فلأني أرى مدى المخاطر وأعي البديل، في حين أنك وسواك للأسف، تدعمون الباطل والعميل وتسرّعون بدفع البلد لمخاطر..

قال: اعذرني سأحظرك..
قلت عادي، ولست أول صديق ولن تكون الأخير، ولكن ثِق، حينما يعود لك رشدك وتلغي الحظر وترسل لي طلب صداقة..
سأقبل الطلب وعودة الود والصداقة ولن أعيد التقليب في الماضي، وإن كنت تشك في مقولتي، اسأل جميع أصدقائنا الذين أيدوا الأسد وحظروني خلال الثورة، ومن ثم عادوا، فسارعت لمد اليد وعدنا كما كنا قبل جرّهم من رسن الطائفية..

عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(199)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي