أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رغم مرور 15 سنة على اختفائه.. صديق محمد ياسين كوكه لا يزال يبحث عن قبره

كشفت شهادة جديدة لشاهد عيان، تفاصيل مروعة حول اختفاء الطالب السوري محمد ياسين كوكه (21 عاماً آنذاك) من داخل حرمه الجامعي في العاصمة دمشق في آذار/مارس 2013، قبل أن تعلن مجموعات محلية لاحقاً "استشهاده تحت التعذيب" في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري.

ووفقاً للشهادة التي حصلت عليها صحيفة "زمان الوصل"، فإن كوكه، المولود في مدينة عربين بريف دمشق عام 1992، كان طالباً في المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية بجامعة الهمك، وكان يدرس في ظل ظروف صعبة بسبب الحصار المفروض على منطقته، الغوطة الشرقية، في ذلك الوقت.

في صباح يوم 7 آذار/مارس 2013، لم يحضر كوكه موعده مع صديقه (الشاهد) للذهاب إلى الجامعة. وعندما حاول الأخير الاتصال به، وجد أن هاتف كوكه مغلق. ليتأكد لاحقاً من خلال اتصال بصديق مشترك داخل الجامعة، أن "دورية أمنية من الجامعة، بالتعاون مع عناصر من فرع فلسطين المجاور"، قامت باعتقال الشاب من داخل الحرم الجامعي.

وكشف الصديق الشاهد أن سبب الاعتقال يعود إلى "إبلاغ ضده" من قبل فتاة وشاب ينتميان إلى ما يعرف بـ "اللجان الطلابية" المؤيدة للأسد، وذلك على خلفية مناقشة حادة دارت بينهم حول الوضع السياسي في البلاد.

في اليوم التالي للاعتقال، توجه الشاهد إلى المعهد للاستفسار عن مصير صديقه. وهناك، التقى بالضابط المسؤول عن العناصر الأمنية في المعهد، الذي رد عليه، قائلاً: "هذا محمد إرهابي، قاعد يسب الرئيس، وفتشنا موبايله لقينا فيه صور لجبهة الن. صرة وسلاح".

ولم يحصل أهله وأصدقاؤه على أي معلومات رسمية عنه بعد ذلك. لكن في كانون الأول/ديسمبر 2013، أي بعد حوالي 9 أشهر من اختفائه، نشرت "تنسيقيات مدينة عربين" (وهي مجموعات محلية توثيقية) قائمة بأسماء أشخاص قضوا تحت التعذيب، كان اسم محمد ياسين كوكه، حيث أعلنت أنه "استشهد تحت التعذيب في فرع حرستا الجوية"، وهو أحد أكثر مراكز الاحتجاز التابعة للأمن الجوي السوري شهرةً بوحشيته.

غموض مصير الجثة وملاحقة الشاهد:
وحتى اليوم، لا يزال مكان دفن جثة محمد ياسين كوكه مجهولاً، حيث يبحث عن موقع الدفن العائله وصديقه. 
ولم تتوقف تبعات هذه الحادثة عند هذا الحد. فقد حاول الشاهد، وفق روايته، ملاحقة هوية الشاب والفتاة اللذين قدما البلاغ، مما أدى إلى اعتقال أصدقائه والتحقيق معهم. ليجد الشاهد نفسه لاحقاً "مطلوباً للتحقيق" من قبل الأجهزة الأمنية، مما اضطره في أيلول/سبتمبر 2013 إلى مغادرة سوريا والهرب إلى لبنان ثم الأردن، بحثاً عن الأمان.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(11)    هل أعجبتك المقالة (6)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي