في صورة التُقطت بعد مجزرة الكيماوي بأيام عام 2013 في غوطة دمشق، يظهر محمد عبد الفتاح زكريا مرعي وهو يواسي قريبة له فقدت طفلتها في المجزرة الرهيبة؛ بعد عشرة أيام فقط، اعتقل على خلفية تقرير ومنذ ذلك الحين، اختفى كل أثر له.
لم يصل أي خبر. وفي النهاية، ظهر اسمه في السجلات الرسمية كمتوفٍ… "بجلطة"، بحسب البيان البارد. لكن العائلة تعلم أن الحقيقة أعمق وأقسى.
أحد أفراد العائلة يقول: "من حقنا نزور قبره، ومن حقه علينا نروح لعندو، لو مرة بالسنة".
لم يقتصر الألم على الغياب، بل تكرّر مع محاولات البحث التي اصطدمت بواقع أشد قسوة: طُلبت مبالغ كبيرة مقابل معلومات غير مضمونة.
"نحن عيلة وضعها المادي تعبان، ما قدرنا ندفع، وحتى يلي طلب المصاري ما كنا نعرف إذا صادق. بيته بالإيجار، وزوجته يلي هي خالتي، لليوم عايشة بالإيجار. ما في جمعية تبنت أولاده، ما حدا ساعد بليرة".
محمد ترك خلفه ثمانية أطفال، كان أصغرهم حين اعتُقل في الصف الرابع.
"الحمد لله، كبروا واعتمدوا على الله، وأخواتهم وقفوا معهم حتى تجاوزوا المحنة".
اليوم، تبحث العائلة عن قبر، عن وداع مؤجل، عن مجرد يقين.
وفي "هرتقزير"، كما في آلاف البيوت السورية، لا تزال الحقيقة مغيّبة، كما أصحابها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية