أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمة السجون في إدلب: حماية الثورة والدولة تبدأ بإنصاف المظلومين

"صديقك من صدقك"، حكمة تنطبق اليوم على ضرورة المصارحة مع تجربة وسردية الثورة وإسقاط الأسد، وحمايتها من التشويه المتعمد. 

هذه الحماية تبدأ بالاعتراف بوجود خلل في سجون إدلب والمناطق التي عُرفت بـ "الشمال السوري"، والتي كانت تديرها "هيئة تحرير الشام" قبل أن تحلّ نفسها.

داخل هذه السجون، لا يزال يقبع عدد من معتقلي الرأي الذين تم توقيفهم بسبب مشاركتهم في مظاهرات أو تبنيهم لمواقف رافضة لسياسات الهيئة. هذا الملف الحساس بات ورقة رابحة في أيدي الجهات التي تستهدف الثورة وسوريا الجديدة وتجربتها، حيث يتم استغلال وجود هذه السجون كأداة للطعن في صدقية الدولة والضغط على الحكومة.

إن التحدي اليوم يتطلب مراجعة شاملة لنظام السجون في إدلب ومحيطها. الحل ليس بالإنكار، بل بإطلاق سراح معتقلي الرأي فورًا أو محاكمتهم ضمن مسار قانوني واضح وعادل يضمن لهم حقوقهم. كما يجب العمل على جبر الضرر لكل من تعرض للظلم، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.

إن إنصاف المظلومين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة لحماية التجربة الثورية نفسها ومنع أي محاولات للاختراق أو التفكيك من الداخل. فالثورة التي نادت بالحرية والعدالة لا يمكن أن تستقيم تجربتها بوجود سجون للمعتقلين السياسيين.

خارطة طريق للإنصاف وجبر الضرر
إنهاء هذه الأزمة لا يقتصر على إطلاق سراح بضعة أشخاص، بل يتطلب خطوات جذرية وشفافة:
_ أولًا: الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي الذين لم توجه لهم تهم جنائية واضحة، وإعادة الاعتبار لهم.
_ ثانيًا: بالنسبة لمن لديهم قضايا، يجب أن تكون المحاكمات علنية وعادلة، وتتم وفق مسار قانوني واضح ومستقل، يضمن لهم كافة حقوق الدفاع.
_ ثالثًا: يجب العمل على جبر الضرر لكل من تعرض للظلم والاعتقال التعسفي، سواء كان ذلك بتقديم تعويضات مالية، أو دعم نفسي، أو إعادة دمجهم في المجتمع. 

نداء إلى وزير الداخلية
هذا نداء من مواطن لا يطمع في منصب ولا حتى في جواز سفر مستعجل. أدعوك، بصفتك وزيرًا للداخلية، إلى تبني هذا الملف بشكل عاجل، فهو ضرورة لحفظ كرامة الثورة والدولة، التي قامت من أجل العدل والحرية. إن ضمير الثورة يطالب بالعدالة، وأنت اليوم في موقع المسؤولية لتكون صوت هذا الضمير. لا يمكن أن تستمر مسيرة الثورة وفي أحشائها سجون يصرخ فيها مظلومون.

لا بد من تضميد جراح الماضي لبناء مستقبل نكون فيه جميعنا يدًا وقلبًا واحدًا.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(12)    هل أعجبتك المقالة (16)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي