أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قتيبة قنبس.. من معهد تحفيظ القرآن إلى "مفقودي صيدنايا"

قنبس

لم يكن قتيبة هاشم قنبس، ابن مدينة الحارّة في ريف درعا، مجرد طالب حقوق. كان شاباً حمل همّ الناس منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة السورية، وشارك في دعم النازحين والمهجرين، قبل أن يبتلعه غياب صيدنايا المظلم.

يقول ابن عمه الطبيب محمد عبد الحميد قنبس، المقيم في ألمانيا: "عشت مع قتيبة طفولتي، كنا أكثر من توأمين. هو من أخذ بيدي إلى معهد تحفيظ القرآن، وبفضله نلت الإجازة. وعندما كبرنا، قادني مجدداً إلى ميدان آخر، إلى خدمة النازحين".

مع بدايات التهجير من حمص إلى منطقة السيدة زينب، حمل قتيبة وابن عمه أسماء وهمية: "أبو غيث" و"الدكتور أبو عمر". كانا يذهبان مع رفاقهما لتحميل الشاحنات بالمواد الغذائية، وإرسالها إلى العائلات الهاربة من الحرب. يقول محمد: "كنا نرافق الشاحنة بسيارة خاصة، ونسلمها إلى النازحين. لم نفكر وقتها بالخطر، كان كل ما يشغلنا هو أن نوصل الطعام لمن جاع".

في آب/أغسطس 2014، اعتقل قتيبة أمام جامعته في دمشق على يد الأمن السياسي، ونقل إلى فرع الميسات، ثم توارى خبره. وصلت العائلة لاحقاً أنباء متفرقة عن وجوده في سجن صيدنايا. وفي عام 2021، أثناء استخراج بيان عائلي، اكتشفت أن اسمه سُجل "متوفى" في السجل المدني، بتاريخ أيار/حزيران 2015.

تقول عائلته إنها لم تتسلم جثمانه، ولا شهادة وفاة رسمية توضح ملابسات ما جرى. كل ما تبقى هو سطر مبهم في الأوراق الرسمية، وذكريات طفلين حملا معاً القرآن وصناديق الإغاثة، قبل أن يفرّق بينهما الاعتقال.

اليوم، يبحث ذوو قتيبة عن أي وثيقة أو شهادة أو اسم في قائمة، يؤكد أنه كان بينهم في صيدنايا، أو يضيء على مصيره. فبالنسبة لعائلة قنبس، لم ينتهِ قتيبة في حزيران 2015، بل ما يزال حياً في انتظار الحقيقة.

زمان الوصل
(14)    هل أعجبتك المقالة (18)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي