أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحل في السويداء

​المطلوب اليوم ليس الانجرار إلى الفوضى التي يسعى إليها الهجري وميليشياته ومن يقف وراءهم، بل سحب البساط من تحت أقدامهم عبر رفع صوت العقل لدى الأطراف الوطنية. فهؤلاء يريدون جر البلاد إلى العنف، فيما تبقى مسؤولية الدولة والمجتمع معًا الالتزام بسياسة النفس الطويل، وعدم الوقوع في فخ الاستفزاز الذي يُراد له أن يشعل الفتنة. 

وما جرى من مظاهرة تطالب "بالاستقلال" وتدخل الاحتلال الإسرائيلي واحدة من الاستفزازات التي لم تنتهِ قريبًا.

​كما أن غرفة الإعلام التي تقودها أطراف في السويداء مرتبطة بأجندات إسرائيلية تعمل على صناعة صورة زائفة للأحداث وتحويلها إلى أداة لتأجيج الصراع. ومواجهة هذه الغرفة لا تكون بالصوت العالي وحده، بل بخطاب وطني واضح يفضح تلك الارتباطات المشبوهة ويعيد الثقة بين الدولة وأبناء المحافظة.

​الحل في الداخل والخارج
​السويداء اليوم بحاجة إلى مبادرة واقعية تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح. ومبادرة عربية قد تشكل مدخلًا مناسبًا إذا ما اضطلعت السعودية والأردن بدور فاعل في تهدئة الأجواء ووأد الفتنة. غير أن نجاح هذه المبادرة يظل مرهونًا بقدرة الحكومة السورية على تقديم حلول متزنة تُعيد بناء الثقة وتسد الفجوة التي اتسعت.

​فالمعالجات الأمنية وحدها لم تعد كافية، والمطلوب اليوم سياسات جديدة تستوعب الهواجس المحلية من دون أن تتحول إلى ذريعة للانفصال أو غطاء لمشاريع التقسيم.

​إن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأي حديث عن فصلها أو سلخها عن جسد الوطن ليس سوى مشروع خطر يهدد وحدة البلاد ويفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا للمنطقة بأسرها. ومن هنا، فإن الخطوة الأولى لحماية سوريا تكمن في إسقاط الادعاء المضلل الذي يُسوَّق على أنه نتيجة أخطاء السلطة فقط، بينما هو في الحقيقة مشروع مدروس وهدف معلن منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام الأسد.

علاء خليل - زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي