أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غرانيج: صمتهم يضعنا في قوائم الخذلان

أرشيف

في بلدة غرانيج شرقي دير الزور، تعرض الأهالي لاعتداءات مروعة من قبل ميليشيا "قسد" التي اقتحمت البلدة، وأحرقت المنازل، ودمرت الممتلكات، واعتقلت المدنيين، في مشهد قاسٍ من الإهانة التي طالت النساء والأطفال. وما يزيد من مرارة الجريمة أن البلدة الآن محاصرة من قبل هذه الميليشيا، في ظروف صعبة لا تُحتمل.

ورغم كل ما حدث من همجية، لم نجد أي موقف حاسم من الحكومة السورية. لم يصدر أي بيان يدين هذه الجرائم، ولم يخرج أحد ليُدين أو يستنكر هذه الانتهاكات. الإعلام الرسمي أيضاً لم يكن أفضل حالاً، فقد اكتفى بنقل أخبار خجولة، كانت أشبه بـ"عتاب خفيف" لا أكثر.

أما من يدّعون الإنسانية ويصرّون على مقولة "الدم السوري على السوري حرام"، فقد اختفى صوتهم تماماً. وكذلك المتضامنون الذين طالما رفعوا شعارات التضامن، لم يكن لهم أي أثر.

ورغم كل هذه الفظائع، اختار أهالي غرانيج أن يظلوا صامتين، متمسكين بكرامتهم وشرفهم. لم يطالبوا بالتدخل العسكري، كما فعل غيرهم في مناطق أخرى، ولم يرفعوا أصواتهم مطالبين بفتح معابر إنسانية، ولم يسألوا عن مساعدات إنسانية. بل فضلوا الصمت، مؤكدين أنهم لن يتسولوا شيئاً من أحد، ولن يعبروا عن آلامهم بأي شكل من الأشكال.

كان موقفهم واضحاً: "لن نطلب من أحد شيئاً، لا قصفاً على قسد، ولا معابر إنسانية، ولا حتى تغطية إعلامية".

وفي النهاية، قدم أهالي غرانيج للعالم درساً في الصمت القوي والموقف الثابت. وفي ظل غياب التضامن والمساندة، وضعوا العالم كله في قوائم الخذلان، إن لم يكن في قوائم العار.

عمار الحميدي - زمان الوصل
(84)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي