تخيل معي للحظة، لو أن مزارًا دينيًا يخص أقلية ما في سوريا تعرض لإطلاق نار، ولو أن مجزرة وقعت في قرية لهذه الأقلية، راح ضحيتها 140 شخصًا، ودُفنوا في مقبرة جماعية. كيف ستكون ردة الفعل؟ ألن ينتفض الجميع ويطالبون بالتحقيق الفوري، وتقوم الدنيا ولا تقعد؟
هذا ما حصل بالضبط في السويداء مؤخرًا، لكن مع اختلاف بسيط في التفاصيل. تعرض مسجدها الكبير لإطلاق نار، وقُتل 140 شخصًا من البدو ورجال الأمن، ودُفنوا في مقبرة جماعية. لكن هذه المرة، مرّ الأمر مرور الكرام. لم يندد به أحد بشكل يوازي حجم الكارثة، ولم يتحرك الضمير الجمعي كما كنا نتوقع، حتى أن بعض مؤسسات حقوق الإنسان لم تكتب كلمة عن أول مقبرة جماعية بعد سقوط الأسد.
هذا الصمت المطبق يثير الكثير من الأسئلة المؤلمة:
- هل يختلف وقع الموت باختلاف الدين أو الطائفة؟
- لماذا يُسلَّع دم السوريين، فيصبح بعضه غاليًا وبعضه الآخر رخيصًا؟
- أين وحدة الصف والوطن؟
منذ عام 1975، وخصوصًا بعد مجزرة حماة، والسوريون يعيشون قمعًا ممنهجًا. زادت وحشيته من عام 2011 حتى نهاية عام 2024، وحصد أرواح مليون إنسان، وتأثرت به مليون عائلة، بالإضافة إلى آلاف المفقودين قسريًا والمُهجَّرين في كل بقاع الأرض.
لكن في النهاية، تمكن البعض من تسليع الدم نفسه.
لكل السوريين الحق في أن يكونوا متساوين في كل شيء، وتلك هي القاعدة الأساسية التي يجب أن تُطبق.
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية