غيّب الموت ظهر الثلاثاء الطبيب والداعية السوري "محمد نزار الدقر" عن 85 عاماً قضاها في العلم والفقه والتعبد والتدريس الديني والتأليف العلمي، وقد نعاه نجله "عبد الرحمن الدقر" بكلمات مؤثرة عبر صفحته في فيسبوك، قال فيها: "يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها… وأضاف :"كان والدي حافظًا لكتاب الله فحفظه الله في دنياه. لقد عرفه الناس ثابتًا على الحق، صابرًا في المحن، صادعًا بالحق، ومعلمًا ومرشدًا، رحل بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء".
ولد الفقيد في دمشق عام 1940 في بيئة عامرة بالعلم والصلاح؛ فجده هو المربّي الكبير وعلامة الشام الشيخ علي الدقر، وعمّه العالِم الرباني الشيخ عبد الغني الدقر، ووالده الشيخ عبد الرحمن الدقر أحد كبار علماء دمشق.
وتلقى علومه على نخبة من علماء الشام، منهم: الشيخ صالح العقاد، والشيخ محمد الهاشمي التلمساني، والشيخ سعيد الطنطاوي، والشيخ عز الدين العرقسوسي، والشيخ عبد الكريم الرفاعي. كما نال إجازته بالقرآن الكريم من شيخ دمشق وعالمها الشيخ محمد سكر رحمه الله.
روائع الطب الإسلامي
أكمل دراسته الثانوية في "التجهيز الأولى" بدمشق عام 1957، وتخرّج في كلية الطب بجامعة دمشق عام 1964. عمل طبيبًا عامًا سنة واحدة، ثم أوفد للتخصص في الاتحاد السوفيتي، حيث حصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الأمراض الجلدية من المعهد المركزي للأبحاث الطبية. عاد بعدها إلى دمشق ليُدرّس الأمراض الجلدية في المعاهد الصحية ومدارس التمريض لمدة عشر سنوات، وكان من مؤسسي جمعية أطباء الجلد السورية، وشغل فيها منصب أمين السر ثم نائب الرئيس.
وإلى جانب عمله الطبي، كان باحثًا متخصصًا في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والطب النبوي، وأصدر سلسلة "روائع الطب الإسلامي" في أربعة أجزاء، حاز بها جائزة المنظمة العالمية للطب الإسلامي – الكويت. كما نال كتابه "العسل" جائزة منظمة التربية والعلوم والثقافة بجامعة الدول العربية عام 1975.
عرفه الناس ثابتًا على الحق، صابرًا في الشدائد، فقد قضى اثني عشر عامًا في سجون نظام الأسد متنقلاً بين تدمر وصيدنايا، صابرًا محتسبًا، يعالج المرضى ويعلّم القرآن حتى في ظلمات السجون.
وترك الطبيب والباحث الراحل العديد من المؤلفات الشرعية الطبية وفي مسائل الطب النبوي وبحوثاً كثيرة في مواضيع الإعجاز الطبي في القرآن الكريم والسنة النبوية ومجالاتها العملية في حياة الأمة ومنها سلسلة من 4أجزاء تحت اسم روائع الطب الإسلامي والتي حصل بموجبها على جائزة المنظمة العالمية للطب الإسلامي ومركزها الكويت وكتاب "الحجامة والقسط البحري" وروائع الطب الإسلامي ج1 القسم العلاجي وروائع الطب الإسلامي ج2 العبادات في الإسلام وأثرها في صحة الفرد والمجتمع وروائع الطب الإسلامي ج3 ( المحرمات) و كتاب "العسل الذي نال جائزة منظمة التربية والعلوم والثقافة بجامعة الدول العربية عام 1975.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية