أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عماد أبو زيتون: منسق الثورة في حرستا.. قصة مهندس دفع حياته ثمنًا للحرية

أبو زيتون

كان المهندس عماد أبو زيتون، ابن مدينة حرستا، من أوائل من أشعلوا فتيل الثورة في ريف دمشق، لم يكن مجرد مشاركٍ في الاحتجاجات، بل كان عرابها ومنسقها. بدأت مسيرته في الثورة مبكراً، ففي أول مظاهرة خرجت في مدينة دوما، كان عماد في الصفوف الأولى، ليدفع ثمن موقفه باعتقاله للمرة الأولى في فرع الخطيب، إلا أن الاعتقال لم يزده إلا إصرارًا، فما أن أُطلق سراحه، حتى سارع لحضور تشييع شهداء دوما، مؤكداً التزامه بقضية شعبه.

لم يتوقف دوره عند المشاركة في المظاهرات، بل كان المهندس أبو زيتون الصوت الإعلامي الأول للثورة في حرستا، منسقًا للمظاهرات مع أعضاء الصف الأول وموثقًا لأحداثها. هذه الأنشطة لم تمر دون ثمن، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات، تنقل خلالها بين فروع أمنية مختلفة، من فرع الخطيب إلى أمن الدولة، وفي كل مرة كان يعود أكثر حماسًا وتصميمًا على استكمال مسيرته.

في إحدى اللحظات الفارقة، عندما بدأ نظام الأسد في استقطاب وجهاء المدن الثائرة، كان المهندس عماد ضمن الوفد الذي ذهب للقاء بشار الأسد في القصر الجمهوري. هناك، نطق بكلماتٍ لم يجرؤ الكثيرون على قولها، مخاطبًا الأسد: "صندوق الاقتراع بيننا والشارع بقرر، الشعب ما بدو ياك". هذه الكلمات كانت بمثابة حكم بالإعدام الصامت على عماد، فبعد فترة وجيزة، داهمت قوات الأمن منزله واعتقلته، ليقضي تسعة أشهر في فرع جوية حرستا، قبل أن يخرج بواسطة.

لم يكن خروجه من المعتقل نهاية لمتاعبه، بل كانت بدايةً لفصل جديد من المعاناة. بعد أن تم تهجيرهم من مدينة حرستا، وفي تاريخ 15 فبراير 2013، نصبت قوات الأمن كمينًا على حاجز جسر ضاحية حرستا، ليتم اعتقاله مجددًا. منذ ذلك الحين، انقطعت أخباره تمامًا. لم تفلح محاولات أسرته اليائسة في العثور على أي معلومات عنه، حتى بعد دفع مبالغ مالية لأشخاص مقابل أي خبر.

ظلت عائلته تتشبث بأمل ضعيف، إلى أن جاءهم الخبر الصاعق في عام 2018، من خلال سجلات النفوس، التي أكدت وفاة عماد في عام 2014. ورغم هذا الإخطار الرسمي، لم تستلم العائلة أي وثائق تثبت وفاته أو ممتلكاته، حتى سيارته التي اعتقل بها لم يتم العثور عليها.

زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (4)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي