أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اكتشاف مقبرة جماعية في حي كرم الزيتون بحمص

في التاسع من آب/أغسطس الحالي، اكتشفت إحدى العائلات رفات أربعة أشخاص، بينهم امرأة معصوبة العينين، أثناء إزالة أنقاض منزل في حي كرم الزيتون بمدينة حمص، وتحديداً في القسم المعروف خلال الثورة السورية باسم حي الرفاعي.

استجابت فرق الدفاع المدني لبلاغ الأهالي، ونقلت الرفات بالتنسيق مع الأمن العام إلى الطب الشرعي لتحديد هويات الضحايا.

تُكتشف المقابر الجماعية في سوريا يوماً بعد يوم منذ هروب بشار الأسد إلى روسيا، ولم يتمكن ذوو الضحايا من دفن أبنائهم الذين قتلهم النظام البائد بدم بارد أو إقامة مراسم العزاء لهم.
بصفتي صحافية شاركت في توثيق هذه المجازر سابقاً، أوضح ما يلي:
يقطن حي كرم الزيتون بحمص سبعون ألف نسمة من معظم الطوائف، وقد انقسم إلى شطرين منذ بداية الثورة: أحدهما سُمّي حي الرفاعي نسبةً لمسجد الرفاعي الذي كان يتجمع أمامه المتظاهرون، والآخر بقي باسم كرم الزيتون. وقد حدث ذلك بسبب إقامة شباب من العلويين حواجز تفصل الحي بهدف إخماد المظاهرات.

شهد حي كرم الزيتون أولى المجازر الطائفية في 26/ 01 / 2012. ووفقاً للتوثيق الأخير الذي أجريته مع الزميل تيسير أبو معاذ، مسؤول تنسيقية حي كرم الزيتون، بلغت الإحصائية: 22 قتيلاً (5 رجال، و7 سيدات، و10 أطفال)، وإصابة طفل وطفلة أخوين بجروح تم إسعافهما. تُعد هذه المجزرة نقطة تحول في الثورة بحمص، من السلمية إلى المسلحة في سبيل الدفاع عن المدنيين.

كانت المجزرة الأكبر والأبشع في حي الرفاعي بتاريخ 12/ 03 / 2012، وراح ضحيتها، حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 224 قتيلاً، بينهم 44 طفلاً و48 امرأة، بينما قدرت تنسيقية الحي العدد بنحو 450 قتيلاً. وقد تم تصويرهم عبر الإعلام الموالي للنظام لاتهام الثوار بارتكاب المجزرة.

تمكن النظام من ارتكاب مجزرة الرفاعي (كرم الزيتون) بعد إخراج ثوار الحي يُقدر عددهم بـ105 شباب، بعد مفاوضات طلب منهم النظام أن يخرجوا من الحي ليدخل عناصره بهدف التفتيش، لكن عند خروجهم وقعوا في كمين في شارع الستين بحي عشيرة الذي سيطر عليه النظام، قُتل خلاله نحو سبعين ثائراً منهم، بالتزامن مع مجزرة حي العدوية التي وثق الناشطون مقتل 75 مدنياً نقلوا جثثهم على دفعتين من بينها جثث مذبوحة ومحروقة. 

نحن ننتظر تحقيق العدالة الانتقالية بمحاسبة مرتكبي المجازر من نظام الأسد وميليشياته بحق الشعب السوري، الذين باتوا اليوم يتنصلون من جرائمهم بحجة السلم الأهلي، الذي لن يتحقق دون تحقيق هذه العدالة.


عائشة صبري _ زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي