مداهمات دولية تُسفر عن تفكيك شبكة تهريب مهاجرين يقودها سوريون

في عملية أمنية منسقة بين ألمانيا وهولندا والبوسنة والهرسك، أُلقي القبض على خمسة أشخاص يُشتبه في تورطهم بتهريب مئات المهاجرين، معظمهم من السوريين، إلى دول أوروبا الغربية عبر ما يُعرف بـ"طريق البلقان".

وأشار موقع NOS إلى أن هذه المداهمات شملت مدينة هوتن الهولندية، حيث اعتقلت الشرطة الهولندية الملكية شابًا سوريًا يبلغ من العمر 26 عامًا، بناءً على مذكرة توقيف أوروبية صادرة عن السلطات الألمانية، تمهيدًا لتسليمه إلى برلين. وفي ألمانيا، داهمت الشرطة مدينتي دورتموند وبوخوم وأوقفت أحد المشتبه بهم، فيما اعتقلت قوات الأمن في البوسنة والهرسك ثلاثة آخرين.

ووفقًا لبيان صادر عن شرطة ميونيخ، أسفرت المداهمات في الدول الثلاث عن ضبط أدلة مهمة، شملت هواتف ذكية، ومركبات استُخدمت في عمليات التهريب، إضافة إلى كميات صغيرة من المخدرات.

التحقيقات التي قادتها منظمة العدالة الأوروبية "يوروجست" كشفت أن الشبكة الإجرامية هرّبت منذ عام 2021 ما لا يقل عن 500 مهاجر، مستخدمة مسارًا يبدأ من اليونان مرورًا بدول البلقان وصولًا إلى أوروبا الغربية. وتشير التقديرات إلى أن التنظيم كان يتقاضى نحو 4500 يورو عن كل شخص، بعائدات بلغت ما لا يقل عن 1-4 مليون يورو.

وتعتبر هذه العملية جزءا من جهود أوروبية أوسع لمكافحة شبكات تهريب البشر، والتي تنامت أنشطتها خلال السنوات الأخيرة في ظل استمرار الأزمات الإنسانية والنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويُعد "طريق البلقان" أحد أبرز مسارات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، حيث يسلكه آلاف المهاجرين سنويًا انطلاقًا من تركيا واليونان، مرورًا بدول البلقان مثل مقدونيا الشمالية وصربيا والبوسنة والهرسك، وصولًا إلى دول أوروبا الغربية. ورغم تشديد الرقابة على الحدود في السنوات الأخيرة، لا تزال هذه الطريق نشطة بفعل الشبكات الإجرامية التي تستغل حاجة المهاجرين للهروب من الحروب والفقر.