أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وحدة الدم والمصير.. وثائق "زمان الوصل" و"الفلسطيني السوري"

تكشف وثائق صحيفة "زمان الوصل" المسربة من أقبية النظام الأسدي البائد عن حقيقة لا يمكن دفنها، مهما تعددت محاولات الطمس والتزييف. إنها الحقيقة التي تؤكد أن الرصاص لم يفرِّق بين فلسطيني وسوري، ولا القيدُ سأل عن الهوية، ولا العذاب ميَّز بين المخيم والمدينة.

هنا وحدة الدم، لا شعارًا، بل شهادة ممهورة بالألم والمصير المشترك. هؤلاء الشهداء، من فلسطين وسوريا، اختلطت دماؤهم في الزنازين وتحت التعذيب، وسُجِّلوا في قوائم الموتى دون حتى وداع، لا لذنب اقترفوه، بل لأنهم طالبوا بالكرامة، وآمنوا أن الحرية لا وطن لها، بل تسكن كل قلب حر.

إنها لحظة نقف فيها أمام مرآة الحقيقة، لندرك كيف جمعتنا المحنة، ووحّدتنا المأساة، وكيف كنا شعبًا واحدًا في مواجهة جلَّاد واحد، لا يفرِّق بين طفل من مخيم اليرموك وفتاة من دوما.

فليعلم القاتل أن الدم لا ينسى، وأن في كل مقبرة جماعية حكاية لا تموت، وفي كل رقمٍ بارد في الوثائق، روحًا تصرخ في وجه الظلم: نحن الفلسطيني والسوري، لا نُقهر، وإن متنا معًا، سنُبعث يومًا لنحاسب من مزَّق أوطاننا وسرق أحلامنا.

واليوم، ونحن نلملم الجراح، ونكتب التاريخ بدم الشهداء ودموع الأمهات، نؤمن أن القادم ليس فقط وعدًا بالحرية، بل بناء لسوريا الجديدة؛ سوريا التي تحتضن أبناءها جميعًا دون تمييز، سوريا العدالة والكرامة والمواطنة، سوريا التي لن تكون بعد اليوم مزرعة للطغاة، بل بيتًا حقيقيًا لكل من أحبها ودافع عنها.

علاء خليل - زمان الوصل
(11)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي