أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرقة... ماذا سيكتب التاريخ؟

أرشيف

سيكتب التاريخ أن الرقة كانت أول مدينة سورية حررت نفسها من قبضة نظام الأسد، واختارت أن تكون عاصمة للثورة لا عاصمة للخوف.

سيكتب أنها في كل جمعة كانت ترفع صوتها بالتضامن مع المحافظات الثائرة الأخرى، وأنها احتضنت أبناء سوريا من كل الأطياف، فكانت بحق "أم الغريب"، تكرم الزائر وتداوي المنكوب.

سيكتب أنها لم تنس أهل الشمال حين ضربهم الزلزال، فسارعت بمبادراتها لإرسال المساعدات انتصاراً للإنسان قبل كل شيء.

وسيسجل التاريخ أن أبناءها لم يرضخوا لـداعش، بل حاربوهم في العلن والظل حتى طردوهم من مدينتهم رغم الثمن الباهظ.

سيكتب التاريخ أن أبناء الرقة شاركوا في ردع العدوان، وكانوا مشاركين في سقوط الأسد وتحرير دمشق.

وسيذكر أنهم لم يقفوا صامتين أمام معاناة أهلهم في السويداء، بل انتفضوا لأجلهم وفزعوا كأن المصاب في بيتهم.
لكن التاريخ أيضاً لن يغفل عن الجرح المفتوح...

سيكتب عن انتهاكات "قسد" اليومية بحقهم: اغتيالات، اعتقالات، تجنيد أطفال، قمع حرية التعبير، وملاحقة كل من يكتب أو ينتقد، حتى في تعليق على "فيسبوك". وإذا تجرأ موقع أو صحيفة على فضح الحقيقة، جاء "الذباب الإلكتروني" ليشوه الصورة ويدافع عن الجلاد.

وهنا، لا بد أن يُطرح سؤال:
ماذا سيكتب التاريخ عن بقية السوريين؟
لم تخرج مظاهرة واحدة في كل المحافظات لأجل الرقة.
لم يصدر السياسيون أو الصحفيون بيانات تضامن.
حتى الحكومة السورية، لم تدن ما يحدث، ومفاوضاتهم مستمرة.
أما الإعلام الرسمي، فصوته غائب وصمته مريب.
نعم...
التاريخ سيكتب عن الرقة بكل فخر وشرف وكرامة.
لكن، ماذا سيكتب عنكم؟

عمار الحميدي - زمان الوصل
(15)    هل أعجبتك المقالة (162)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي