** انتظار :
كان البحر بلا موج ، بلا لون ، بلا طعم ، بلا رائحة ، بلا أسماك ، بلا مراكب ..
فماذا ينتظر الآن ؟
** أحبار :
فى محاولة من صحفيين شبان لإصدار جريدة ، لم يجدوا حبراً فى الأسواق ، رئيس التحرير جعل من مقلتيه دواة لتنهل أقلامهم منها ..
** سؤال :
باغتنى بسؤال عفوى ، رحت أبحث عن إجابة ، لم أجد ولم يغمض لى جفن حتى الآن ..
** صمت :
لم يخذله الصمت بقدر ما أسعده حُسن الإنصات ..
** مساعدة :
ـ أنقذنى ..
أنقذته ومددت ذراعى بقوة ، قبض على يدى بقسوة وكان يلهث ، حاولت أن أخلصها منه ونظرت له شزراً وقلت :
ـ ثم ماذا ؟
فوجئت به يلقى بى فى البحر وهو يعلم أنى لا أجيد فن العوم ..
** محال :
ـ محال أن أجده فى انتظارى ..
قالت وهى تعزى نفسها ، بكت بدمع هتون ، وحين سألت البحر عنه لم يجبها ، راحت ترشف من قطرات المطر المنهمر فوق رأسها ، لم يروها من الظمأ ..
ساعة يدها توقفت ، هاتفها المحمول فقد خواصه ، شمس النهار تسربت ، لقيت حتفها عند المغيب ..
** سر :
للبحر لغة غير التى نعرفها ، وموج غير التى نراه ، وماء تغير طعمه ، وتبدل لونه ، أما النداء الخفى فلا زال يرن فى أذنبه ..
ولم يبح لأحد بسره ..
** مفاجأة :
ألزم نفسه بمران يومى قاسٍ ، أسكن قبضتيه فى قفازين ، تهيأ لمباراة العمر كما قال المعلن عبر التلفاز وصحف الصباح ..
الملاكم عرى صدره وتحدى من ثكلته أمه ليقف أمامه ، فوجئ بلكمات تأتيه من حيث لا يدرى ، وسقط مغشياً عليه ..
** إغواء :
البحر أغوى الصياد ، والصياد اغتوى ، غاص حتى بلغ الأعماق ، لم يرجع حتى الآن ..
** تضاد :
انتظرت عودته من الحرب بفارغ الصبر ، عاد جنود قالوا أنهم ظفروا بالنصر ، لكنه عاد بالصمت ودون أن يدرى ظهرت فى عينيه آثار الهزيمة ..
** ذكرى :
دهسته الحافلة فضاعت كل ملامح وجهه ، فتشوه فلم يجدوا هوية ، سألوا عنه فلم يستدل عليه أحد ..
لمحوا فى بنصره شيئاً يلمع ، فحصوه ، وجدوا اسم امرأة ماتت فى العام الماضى بنفس المكان ، ونفس اليوم ، كما قالت صحف اليوم التالى ..
** كباب :
لا عشاء عند الحاتى كان جاهزاً ، كل شئ معلق فى انتظار أمر الزبون ..
انهمك من شدة جوعه فى أكل السلطات ، وانتظر أن تصل لأنفه رائحة كباب قالوا أن داوداً أوصى عليه فى تذكرته ..
لذا جلس مطمئناً ..
** مقصلة :
هل شعر السلطان يسقط أرضاً تحت أقدام الحلاق فيدهسه ؟
هل يذعن السلطان رقبته لأمر الحلاق ؟
هل يخرج السلطان من تحت مقصلة الحلاق مبتسماً فيحمد ربه من النجاة ؟
هل غفلت عين السلطان فلم ينظر للمرآة ، أم أن جنود السلطان كانوا يقظين لأى هفوة يقدم عليها الحلاق ؟
هل تركوا الثغور والطوابى خشية أن يفعلها الحلاق أو تغفو عينه فى أية لحظة وهو يمسك مقصلته / مقصه..
** غياب :
مغاضباً ترك الرجل زوجته وغادر المدينة ، فى اليوم التالى نشرت زوجته خبراً على النحو الآتى :
ـ ترك زوجة سمراء تخشى على نفسها من الفتنة ، فاراً إلى حيث لا يدرى أحد ..
** مسكين :
مسكين حين لأذ بالبحر ليقيه من الغرق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بورسعيد
مصر
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية