أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصص بلغة التلغراف ... محمد عبده العباسى

 

** انتظار :

كان البحر بلا موج ، بلا لون ، بلا طعم ، بلا رائحة ، بلا أسماك ، بلا مراكب ..
فماذا ينتظر الآن ؟

** أحبار :

فى محاولة من صحفيين شبان لإصدار جريدة ، لم يجدوا حبراً فى الأسواق ، رئيس التحرير جعل من مقلتيه دواة لتنهل أقلامهم منها ..

** سؤال :

باغتنى بسؤال عفوى ، رحت أبحث عن إجابة ، لم أجد ولم يغمض لى جفن حتى الآن ..

** صمت :

لم يخذله الصمت بقدر ما أسعده حُسن الإنصات ..

** مساعدة :

ـ أنقذنى ..
أنقذته ومددت ذراعى بقوة ، قبض على يدى بقسوة وكان يلهث ، حاولت أن أخلصها منه ونظرت له شزراً وقلت :
ـ ثم ماذا ؟
فوجئت به يلقى بى فى البحر وهو يعلم أنى لا أجيد فن العوم ..

** محال :

ـ محال أن أجده فى انتظارى ..
قالت وهى تعزى نفسها ، بكت بدمع هتون ، وحين سألت البحر عنه لم يجبها ، راحت ترشف من قطرات المطر المنهمر فوق رأسها ، لم يروها من الظمأ ..
ساعة يدها توقفت ، هاتفها المحمول فقد خواصه ، شمس النهار تسربت ، لقيت حتفها عند المغيب ..

** سر :

للبحر لغة غير التى نعرفها ، وموج غير التى نراه ، وماء تغير طعمه ، وتبدل لونه ، أما النداء الخفى فلا زال يرن فى أذنبه ..
ولم يبح لأحد بسره ..

** مفاجأة :

ألزم نفسه بمران يومى قاسٍ ، أسكن قبضتيه فى قفازين ، تهيأ لمباراة العمر كما قال المعلن عبر التلفاز وصحف الصباح ..
الملاكم عرى صدره وتحدى من ثكلته أمه ليقف أمامه ، فوجئ بلكمات تأتيه من حيث لا يدرى ، وسقط مغشياً عليه ..

** إغواء :

البحر أغوى الصياد ، والصياد اغتوى ، غاص حتى بلغ الأعماق ، لم يرجع حتى الآن ..

** تضاد :

انتظرت عودته من الحرب بفارغ الصبر ، عاد جنود قالوا أنهم ظفروا بالنصر ، لكنه عاد بالصمت ودون أن يدرى ظهرت فى عينيه آثار الهزيمة ..

** ذكرى :

دهسته الحافلة فضاعت كل ملامح وجهه ، فتشوه فلم يجدوا هوية ، سألوا عنه فلم يستدل عليه أحد ..
لمحوا فى بنصره شيئاً يلمع ، فحصوه ، وجدوا اسم امرأة ماتت فى العام الماضى بنفس المكان ، ونفس اليوم ، كما قالت صحف اليوم التالى ..

** كباب :

لا عشاء عند الحاتى كان جاهزاً ، كل شئ معلق فى انتظار أمر الزبون ..
انهمك من شدة جوعه فى أكل السلطات ، وانتظر أن تصل لأنفه رائحة كباب قالوا أن داوداً أوصى عليه فى تذكرته ..
لذا جلس مطمئناً ..

** مقصلة :

هل شعر السلطان يسقط أرضاً تحت أقدام الحلاق فيدهسه ؟
هل يذعن السلطان رقبته لأمر الحلاق ؟
هل يخرج السلطان من تحت مقصلة الحلاق مبتسماً فيحمد ربه من النجاة ؟
هل غفلت عين السلطان فلم ينظر للمرآة ، أم أن جنود السلطان كانوا يقظين لأى هفوة يقدم عليها الحلاق ؟
هل تركوا الثغور والطوابى خشية أن يفعلها الحلاق أو تغفو عينه فى أية لحظة وهو يمسك مقصلته / مقصه..

** غياب :

مغاضباً ترك الرجل زوجته وغادر المدينة ، فى اليوم التالى نشرت زوجته خبراً على النحو الآتى :
ـ ترك زوجة سمراء تخشى على نفسها من الفتنة ، فاراً إلى حيث لا يدرى أحد ..

** مسكين :

مسكين حين لأذ بالبحر ليقيه من الغرق .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بورسعيد
مصر

(99)    هل أعجبتك المقالة (89)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي