أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تناقضات "بيت الهجري" تكشف عجز القيادة.. والمرحلة تستدعي استعادة الدولة لسيادتها الكاملة

حكمت الهجري

تتزايد المؤشرات على تصدع داخلي في "بيت الهجري"، المؤسسة الدينية التي احتكرت التمثيل الرمزي للطائفة الدرزية في السويداء لسنوات، وسط تناقضات صارخة في المواقف والتوجهات، واتهامات متصاعدة بعجزها عن تقديم قيادة مسؤولة أو رؤية واقعية تحفظ دماء المدنيين وتُعيد الاستقرار إلى المحافظة.

مصادر مطلعة كشفت لـ"زمان الوصل" أن الخلافات داخل البيت الديني بدأت تطفو إلى السطح، ليس فقط على خلفية الموقف من الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، بل بسبب ما وُصف بـ"الازدواجية المتعمدة" في خطاب الشيخ حكمت الهجري، الذي بات أقرب إلى خطاب سياسي مؤدلج، منه إلى مرجعية دينية جامعة.

ويطرح مراقبون تساؤلات جدية حول استمرار "الهجري" في تغذية سرديات تُستخدَم خارجياً لخدمة أجندات إسرائيلية، سواء من خلال الترويج لمنطق الانعزال أو تعطيل أي مسعى لاستعادة الدولة لوظائفها الأمنية والإدارية، بذريعة حماية الهوية أو "خصوصية" الجبل.

في المقابل، تُجمع أطراف محلية ووجهاء مستقلون على أن التهدئة التي تحققت مؤخراً، بجهود أهليّة وبدعم من الدولة، تشكّل فرصة نادرة يجب استثمارها لتهيئة الأرضية لعودة قوى الأمن إلى ممارسة دورها الكامل، وبسط سيادة القانون، بما ينسجم مع ما نصّ عليه الاتفاق الأخير بشكل واضح.

ويؤكد هؤلاء أن ضبط الرأي العام وتوجيهه نحو أولويات واقعية، لا يمكن أن يتم في ظل بقاء "بيت الهجري" أسير خطاب عاطفي متوتر، يعيد إنتاج الأزمة بدل المساهمة في حلها.

من جهتها، شددت مصادر حكومية على أن الاتفاق الموقع مؤخرًا لا يحتمل التأويل، وأن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذًا تدريجيًا لبنوده، وعلى رأسها إعادة تموضع القوى الأمنية، وإغلاق ملف الفوضى المسلحة التي استنزفت الأهالي وأعاقت أي جهد تنموي أو خدماتي.

ووفق المعلومات، فإن أجهزة الدولة تعمل على إعداد خارطة طريق تتضمن ترتيبات ميدانية وإدارية لإعادة ترسيخ مؤسسات الدولة في السويداء، مع ضمان عدم تكرار سيناريوهات الفلتان الأمني التي راكمتها سنوات طويلة من التغاضي والتهاون.

وتبقى الكرة – بحسب مراقبين – في ملعب المجتمع المحلي، الذي بات أمام مفترق طرق: إما الإصرار على دورات العنف والفوضى المغلّفة بالشعارات، أو الانخراط في مسار وطني يعيد للدولة سيادتها ويحفظ لأهالي الجبل كرامتهم وأمنهم.

زمان الوصل
(13)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي