كانت دقائق قليلة داخل أحد المنتجعات الشهيرة في طرطوس كافية لتفسير سبب ارتفاع الأسعار مقارنةً بالدول المجاورة، وذلك في ظلّ الإقبال الكبير على الحجوزات من سوريين، معظمهم قادمون من دول الاغتراب.
"عليك الاتصال مجدداً بعد ساعة للاستفسار عن إمكانية وجود مكان لك ولعائلتك، فربما يعتذر أحدهم عن حجزه المسبق". بهذه الجملة ردّت السيدة المسؤولة عن الحجوزات على اتصالي صباح يوم الجمعة، بسبب امتلاء الشاليهات المتوفرة.
يتراوح سعر الإقامة لليلة واحدة لعائلة مكونة من أربعة أشخاص بين 125 و 165 دولارًا، وفقًا لمساحة الغرفة وإطلالتها.
ووفقًا لمحمد، الذي يعمل في المنتجع، فإنّ الازدحام الشديد لا يظهر إلا يوم الجمعة، كما أنّ الأعداد بدأت في التراجع بسبب حالة الطقس وارتفاع الأمواج مقارنةً بالأسابيع الماضية.
وتوضح سمر، التي تزور سوريا مع عائلتها للمرة الأولى منذ عام 2011، أنّ الأسعار "مقبولة" بالنسبة لعائلة قادمة من إحدى الدول الخليجية، نظرًا للخدمات التي يقدمها المنتجع، مثل توفر الماء والكهرباء، بالإضافة إلى الدخول المجاني إلى الشاطئ والمسبح الخاص بالمنتجع.
لم تهدأ الأجواء الاحتفالية طوال اليوم، وسط حالة من الانعزال عن عالم "السوشيال ميديا" وجدال السوريين المرتبط بقضايا مختلفة، وهو ما علّق عليه أحد الزوار برغبته في الاسترخاء والابتعاد عن الضجيج الذي يؤثر سلبًا على حالته النفسية.
وتشهد مدينة طرطوس استقرارًا لافتًا بعد الأحداث التي شهدتها المدينة الساحلية في مارس/آذار الماضي، إذ اتخذت بعض العائلات اللبنانية قرارًا جريئًا بزيارتها، وسط ضعف واضح في أداء وزارة السياحة في تسويق العديد من الأماكن القادرة على تحقيق دخل مادي جيد للدولة.
وبلغ عدد منشورات وزارة السياحة السورية منشورين كل ثلاثة أيام تقريبًا في صفحتها الرسمية على فيسبوك خلال الشهر الماضي.
مازن الريس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية