زار وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، اليوم الخميس، العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة رسمية بين البلدين بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت 2024، والذي كانت موسكو أحد أبرز داعميه على مدى 14 عاماً من الثورة السورية.
وتزامناً مع زيارة الشيباني، وصل أيضاً وزير الدفاع السوري اللواء المهندس مرهف أبو قصرة إلى العاصمة الروسية في زيارة رسمية، يلتقي خلالها نظيره الروسي أندريه بيلوسوف، لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعقد الشيباني ولافروف مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب جلسة مباحثات رسمية، شدد فيه الوزير الروسي على دعم بلاده لتنمية العلاقات الثنائية مع سوريا "على أساس الاحترام والمصلحة المتبادلة".
وقال لافروف إن "دمشق تتخذ خطوات مهمة لتأمين الدبلوماسيين الروس ونحن نثمن ذلك"، مضيفاً أن "الطرفين اتفقا على التعاون لتجاوز التحديات"، وشدد على حرص بلاده على "ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها".
وأكد "لافروف" رفض موسكو "محاولة البعض زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات"، مشيداً بالخطوات التي اتخذتها سوريا "والتي أعلن عنها الرئيس أحمد الشرع"، معتبراً أنها "ستساعد على تجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد".
كما أعلن الوزير الروسي عن اتفاق لإعادة النظر في "جميع الاتفاقيات مع دمشق"، مع التأكيد على "ضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة عليها فوراً"، مندداً في الوقت ذاته بـ"الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية"، التي وصفها بأنها "تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها".
وفي سياق الانتخابات المزمع إجراؤها في سوريا، عبّر لافروف عن دعم بلاده لجهود الحكومة السورية لتحقيق الاستقرار، قائلاً إن روسيا تدعم "انتخابات مجلس الشعب المزمع إجراؤها في أيلول القادم، لتمثل جميع فئات الشعب السوري".
من جانبه، قال الوزير السوري أسعد الشيباني إن "سوريا فتحت أبوابها للعالم منذ الإطاحة بالنظام البائد، وتتطلع لإقامة علاقات دولية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة".
وأكد الشيباني أن دمشق "تتطلع إلى تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لدعم مسار العدالة الانتقالية فيها، بما يضمن إعادة الاعتبار للضحايا"، مشدداً على أن "العلاقات السورية الروسية تمر بمنعطف حاسم وتاريخي"، وأن "التعاون مع روسيا يقوم على أساس الاحترام".
وجدد الشيباني إدانته لـ"الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية"، مؤكداً أنها "تغذي العنف وتزعزع الاستقرار"، مشيراً إلى أن "الحوار مع روسيا خطوة إستراتيجية تدعم مستقبل سوريا".
وقال إن البلاد "في مرحلة إعادة الإعمار وتحتاج لجميع الشركاء"، معلناً تشكيل لجنة سورية "لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع روسيا بما يضمن مصلحة الشعب السوري".
وحذر الشيباني من أن "أي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى أحداث تزعزع الاستقرار، كما حصل مؤخراً في السويداء"، مؤكداً أن "الحل يكمن بأن تأخذ الدولة دورها، فهي الضامن الوحيد لحماية المدنيين".
وأضاف أن "تدخلات إسرائيل تعقّد المشهد على الساحة السورية، وهناك جهات لا تريد لسوريا أن تكون آمنة"، مشيراً إلى أن "الدولة السورية تعد بمحاسبة جميع من ارتكبوا انتهاكات في السويداء، وهناك محاولات لاستغلال الأحداث فيها للتدخل في الشؤون السورية".
وختم الوزير السوري بالقول: "تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لمّ شمل الشعب السوري في الداخل والخارج، وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية