أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"رويترز" تفتش عن "لحية" الاقتصاد السوري: تقرير "الشرع" أطول من أرقامه الخيالية!

تقريراً مطولاً بعنوان مثير حول من "يحكم" الاقتصاد السوري في عهد الرئيس أحمد الشرع. التقرير، الذي وصفته رويترز بـ"التحقيق الاستقصائي"، استعرض ما تزعم أنه تسويات خفية مع رجال أعمال من حقبة الأسد، لكن توقيته ومضامينه أثارا تساؤلات مشروعة حول الغاية منه.

تساؤلات حول المعايير المهنية والتحيز
وفقاً لمعلومات خاصة تأكدت لـ"زمان الوصل"، لم تُمنح وزارة الإعلام أو الحكومة السورية أي فرصة حقيقية للرد على الاتهامات الواردة في التقرير، رغم إشارة "رويترز" إلى عكس ذلك في النص. هذا الأمر لا يتوافق مع المعايير المهنية التي تقتضي منح الجهات المعنية وقتاً كافياً للتوضيح قبل النشر، خاصة في التقارير ذات الطبيعة الحساسة. كما أكد رجال أعمال لـ"زمان الوصل" أنهم رفضوا الإجابات على أسئلة رويترز المغلقة، مؤكدين أن التواصل معهم وصل إلى مرحلة الإزعاج في كثير من الأحيان.

أسلوب درامي ومصادر مجهولة
يركز التقرير على شخصيات بعينها، مثل حازم الشرع وإبراهيم سكرية، مستخدماً أسلوباً درامياً في عرض المعلومات يطارده دوما "لحية"! ، والذي يبدو أحياناً أقرب إلى رواية سردية منه إلى مادة تحقيقية موثقة. وقد وظفت الوكالة عبارات إيحائية وصوراً نمطية، واعتمدت على مصادر مجهولة دون إتاحة مستندات داعمة. هذا يثير الشكوك حول مدى دقة وموثوقية المعلومات، خاصة وأن التقرير يشير إلى صفقات وأرقام استحواذ وقرارات سيادية، وهي أمور يفترض أن تتطلب مستوى أعلى من التوثيق والمكاشفة. 

عقدت رويترز من اللحى الحديث عن استحواذات بأرقام خيالية (1.6 مليار دولار من أصول رجال أعمال في بلد بالكاد يتجاوز ناتجه المحلي 6 مليارات) لا يتماشى مع واقع الاقتصاد السوري الحالي. أين المستندات؟ أين الشفافية التي يدّعيها التقرير؟ كل ما لدينا هو "قال مصدر مطلع"، و"وفقاً لوثائق اطلعت عليها رويترز"، دون نشرها أو التحقق من صحتها.

توقيت مثير للريبة وتأثير محتمل
اختيار هذا التوقيت بالذات، تزامناً مع عودة الاستثمارات الإقليمية إلى سوريا وبدء مرحلة جديدة من إعادة البناء، قد لا يكون محض صدفة. فمثل هذه المواد الإعلامية غالباً ما تُنظر إليها كجزء من أدوات التأثير الإعلامي المستخدمة لتأخير أو التشويش على خطوات التعافي، عبر تسليط الضوء حصرياً على شبهات الماضي، مع تجاهل أي سياق تحولي جارٍ على الأرض.

ضرورة الرؤية المتوازنة والموثقة
لا يعني ذلك نفي أهمية الرقابة الإعلامية أو التقييم المستقل لمسارات ما بعد الأسد، لكن تقديم رواية أحادية الجانب بلغة تفتقر إلى التوازن يضعف ثقة المتابعين ويخلق فجوة إضافية بين الصحافة العالمية والرأي العام السوري.

دعوة للصحافة السورية
شدد مصدر قديم لـ"زمان الوصل" على وجود نقاط ضعف واضحة في تقرير رويترز، أبرزها نقص التوثيق وعدم وجود وثيقة واحدة مؤكدة للادعاءات. وأشار إلى أن الاستثمار السعودي ربما دفع بعض القائمين على الوكالة إلى تسريع نشر التقرير قبل موعده لمواجهة هذا الاستثمار. 

وفي الختام، دعا المصدر الصحفيين السوريين إلى التركيز على الاقتصاد السوري والعمل على تغطيته من الداخل، بدلاً من استيراد تقارير نمطية من الخارج.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(30)    هل أعجبتك المقالة (10)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي