مرت أيام على اختطاف حمزة العمارين في مدينة السويداء، ليس على يد جهة غريبة أو قوة احتلال، بل على يد ميليشيات تابعة لحكمت الهجري، التي نصبت نفسها وصيًا على المدينة، وراحت تمارس القمع باسم "الحماية".
حمزة لم يكن مقاتلًا، لم يكن خصمًا سياسيًا، لم يكن سوى شاب اختار أن يكون في صف الناس، في صف الجرحى والمحتاجين والمكلومين، يؤدي واجبه الإنساني بشجاعة وتفانٍ، ضمن عمله في الميدان الإغاثي.
لكنه في عيون الميليشيا أصبح "مهددًا" فقط لأنه حر.
واختُطف لأنه رفض أن يكون صامتًا أو خاضعًا.
إن من يختطف مُنقذًا، إنما يختطف صورة المدينة، ويشوه وجهها، ويضع نفسه في صف أعداء الإنسان.
ما فعلته ميليشيات الهجري هو اعتداء مباشر على العمل الإنساني، وعلى كرامة السويداء وأهلها، قبل أن يكون اعتداء على فرد.
وبينما يُحتجز حمزة في الظلام، هناك أطفال ينتظرون صوت باب يُفتح، وصوت والدهم يعود.
هناك وجوه صغيرة لا تفهم لغة السلاح ولا تبريرات القمع، لكنها تسأل كل مساء: "أين بابا؟".
أي قلب يمكنه أن يصمت أمام طفل ينتظر والده المُنقذ، ولا يجد سوى الغياب والخذلان؟
لماذا يصبح العمل الإغاثي تهديدًا؟
ومن منح السلاح حق مصادرة الضمير؟
إن استمرار اختطاف حمزة العمارين هو جريمة أخلاقية وقانونية، ومؤشر خطير على ما يمكن أن يصل إليه العنف حين يُترك دون محاسبة.
نقولها بوضوح: حمزة العمارين يجب أن يُطلق سراحه فورًا.
لا تسويات، لا تبريرات، لا مهادنة.
ولمن يبررون أو يصمتون: أنتم شركاء في الجريمة، بصمتكم، أو بتواطئكم، أو بخوفكم. الحرية لحمزة... من أجل أطفاله، ومن أجل ما تبقى من إنسانيتنا.
علاء خليل - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية