أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دماء متساوية في القتل.. متفاوتة في التعاطف... من فعل بنا هذا؟

قصف مبنى هيئة الأركان بدمشق

تسليط الضوء على جرائم ميليشيا الهجري، التي احتجزت سكان السويداء كرهائن وساهمت في قصف ساحة الأمويين على الهواء مباشرة، لا يعني تجاهل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها بعض المقاتلين المنتسبين للدولة السورية. 

الحقيقة لا تتجزأ، وقد وثّقنا تلك الانتهاكات مراراً، دون مواربة أو تبرير. 

واجبنا أن نكشف كل الجرائم، بلا استثناء. التحقيق يجب أن يشمل الجميع: من ميليشيا الأسد التي فرت إلى السويداء، إلى ميليشيا الهجري، وصولاً إلى من ارتكبوا انتهاكات تحت اسم الدولة السورية. العدالة لا تعرف انتقاءً، ولا تُقيم وزناً للراية التي يُرتكب تحتها الجرم. 

ورغم وضوح هذا الموقف، ما يزال البعض يصرّ على الانتقاء، ويتعامل مع الضحايا على أساس الانتماء، لا على أساس المأساة. يُزعجهم أن نُذكّر بأن كل السوريين متساوون في الألم والحق، وأن الدفن الكريم ليس رفاهية بل واجب، ولا يمكن فرز من يدفن بقبر كريم، ومن يدفن بمقبرة جماعية! 

المؤسف أن ردود الفعل كشفت خللاً أخلاقياً. أحدهم لم يتورع عن تحريف مضمون تقرير مراسل "زمان الوصل"، فاستبدل كلمة "البدو" بـ"الدروز" في منشور، ليتحوّل الهجوم إلى تصفيق. هل اختلفت الدماء لمجرد تبديل الانتماء؟ هل الكرامة تُمنح طائفياً؟ 

ما حدث في السويداء ليس مناسبة للفرز، بل لحظة للمحاسبة. والتمييز في دماء الضحايا، أياً كانت الخلفية، لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها. 
الرحمة لمليون شهيد سوري ينتظرون لجنة تحقيق ما...

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(79)    هل أعجبتك المقالة (15)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي