في الوقت الذي تتعرض فيه سلطات الهجرة في برلين لانتقادات حادة بسبب إدارة عمليات إصدار جوازات السفر، تحتفل ولايات ألمانية أخرى بأرقام قياسية في أعداد المجنّسين، وعلى رأسها ولاية بافاريا.
وواجه مكتب ولاية برلين للهجرة (LEA) هجومًا إعلاميًا بعد الكشف عن محاولة احتيال مرتبطة بارتفاع أعداد طلبات التجنيس. الانتقادات طالت أيضًا إجراءات إصدار جوازات السفر، لا سيما بسبب اعتماد العملية الرقمية التي لا تتطلب حضور المتقدم إلا مرة واحدة فقط، وكذلك بسبب الهدف المحدد بتجنيس 40 ألف شخص بحلول عام 2025.
بالمقابل، أعلنت ولاية بافاريا عن ارتفاع قياسي بنسبة 51٪ في أعداد المتجنسين خلال عام 2024، ليصل العدد إلى 54518 شخصًا.
ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن وزير الداخلية البافاري، يواكيم هيرمان (68 عاما، الحزب الاجتماعي المسيحي) قوله أن "هذه الأرقام تُظهر أن التجنيس ممكن للأشخاص المندمجين جيدًا، ممن يتحدثون الألمانية ويكسبون رزقهم بأنفسهم".
لكنه حذّر في الوقت ذاته من التساهل، معتبراً أن التجنيس بعد فترة قصيرة جدًا خطأً. ولا يمكن تحقيق الاندماج الحقيقي بهذه السرعة".
وأيّد هيرمان خطط الحكومة الفيدرالية لإلغاء التجنيس السريع الذي يتم بعد ثلاث سنوات فقط.
أرقام قياسية
وسجّل المكتب الإحصائي الفيدرالي تجنيس 291955 شخصًا في عام 2024، بزيادة قدرها 46٪ عن العام السابق، وهي أعلى نسبة منذ بدء تسجيل الإحصاءات عام 2000.
وتعود الزيادة إلى تعديل قانون الجنسية الذي أقرته حكومة "إشارة المرور"، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2024، حيث سمح بازدواجية الجنسية وقلّص فترة الانتظار من 8 إلى 5 سنوات.
موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي
وبدوره صرح النائب هاكان دمير (40 عامًا)، مقرر شؤون قانون الجنسية في الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، قائلاً إن "التجنيس حق دستوري تحكمه معايير واضحة. يجب على من يسعى للجنسية أن يلتزم بالدستور وبالمسؤولية التاريخية الخاصة لألمانيا".
وأضاف أن التشكيك في هذه المبادئ "يقوض الثقة في سيادة القانون ويثير الريبة تجاه أشخاص متجذرين في المجتمع".
وبحسب المكتب الاتحادي للإحصاء ، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا في نهاية عام 2024 نحو 713 ألف شخص .طالبي اللجوء" . إنهم يشكلون 22 في المائة من إجمالي 303 مليون طالب لجوء وكانوا ثاني أكبر مجموعة بعد المواطنين الأوكرانيين (33 في المائة). وُلد حوالي 2 في المائة من طالبي اللجوء السوريين في ألمانيا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية