منذ أكثر من عقد، تعيش أم سورية من حمص على أمل ضعيف بأن تسمع خبراً عن مصير زوجها وولديها، الذين غيبتهم أجهزة الأمن السورية في ظروف متفرقة خلال العام 2013، دون أن تملك العائلة أي وسيلة لكشف مصيرهم حتى اليوم.
تروي السيدة، التي نزحت من حي العباسية قرب طريق الستين في حمص بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2013، كيف فُقد ابنها الأصغر "علي مازن الصوان" (مواليد 25 نيسان/أبريل 1996) بعد أن اقتاده أحد معارف العائلة، المدعو "نوار خليف السليمة"، إلى بلدة شمسين القريبة من حسياء، بحجة شراء طعام وأغراض منزلية.
كان "علي" حينها في الـ17 من عمره ويقيم مؤقتاً في حسياء الصناعية، حيث يعمل في معمل بسكويت تابع لخاله، بعدما اضطر للنزوح عن مدينته مع تصاعد القصف والمعارك.
بحسب شهادة الأم، فإن "نوار" عاد من شمسين وحده، وأخبر العائلة أن حاجزاً أمنياً في البلدة اعتقل "علي" وأفرج عنه هو. ومنذ تلك اللحظة، اختفى أثر الفتى تماماً.
لم يكن "علي" هو الوحيد في قائمة الغياب، إذ سبقه شقيقه الأكبر "ممدوح"، الذي لا تزال العائلة تجهل مصيره حتى الآن.
أما ربّ العائلة "مازن حمدان الصوان" (مواليد 1964)، فتم اعتقاله من قبل حاجز "نقيرا" على طريق دمشق – حمص بتاريخ 3 آذار/مارس 2013، أثناء عودته من عمله في حسياء الصناعية بشاحنته (كيا 4000).
تقول الأم إن محاولاتها لم تنقطع طوال السنوات الماضية، إذ راجعت مراكز الشرطة العسكرية في القابون، والعديد من الأفرع الأمنية، والهيئات القضائية بما فيها "محكمة الإرهاب" و"القضاء العسكري"، لكنها لم تحصل على أي معلومات مؤكدة، باستثناء زيارة يتيمة حصلت عليها في 2015 لسجن صيدنايا.
وتضيف: "تفاجأت يوم الزيارة بأنهم قالوا لي: ابنك لم يعد هنا.. شوفي وين صار. ومن وقتها وأنا أتنقل من باب لباب بلا جواب".
في العام 2017، عندما بدأ التفاوض على خروج ثوار حي الوعر، قدمت الأم أسماء زوجها وولديها إلى الوسطاء، فجاءها الرد بأن "مازن الصوان" لا يزال على قيد الحياة وموجود في أحد الفروع الأمنية. لكن حتى هذا الرد لم يحمل معه دليلاً أو مكاناً أو أي تفاصيل عن ظروف احتجازه.
تختم الأم نداءها بالقول: "لم أترك باباً إلا طرقته، ولا وِجهة إلا سألتها.. قلبي لم يعد يحتمل هذا الغياب، فمن يعرف عنهم شيئاً، فليخبرني، لعل قلبي يهدأ ولو قليلاً".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية