أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين الادّعاء والواقع: تصريحات وزيرة ألمانية بشأن السوريين تثير الجدل

فايدل - أ.ب

في مقابلة أجرتها مع قناة ARD الألمانية، أثارت أليس فايدل، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، جدلاً واسعاً بعد تصريحاتها التي طالبت فيها بترحيل ما قالت إنهم "215 ألف سوري يجب أن يغادروا ألمانيا"، معتبرة أن سوريا أصبحت "آمنة" بعد الإطاحة ببشار الأسد. لكن الأرقام الرسمية والوقائع على الأرض تكشف عن صورة مختلفة تماماً.

وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء حتى نهاية عام 2024، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حوالي 975 ألف شخص، يتمتع أكثر من 700 ألف منهم بتصاريح إقامة لأسباب إنسانية أو قانونية، بينما حصل 71 ألفاً على إقامة دائمة. كما يُقيم نحو 98 ألفاً من السوريين عبر برامج لمّ الشمل العائلي، ويشارك حوالي 6900 سوري في سوق العمل أو برامج التدريب المهني.

في المقابل، لا يتجاوز عدد السوريين المقيمين بدون تصاريح إقامة قانونية 40 ألف شخص، أي أقل من 4% من إجمالي السوريين في البلاد، مما يدحض زعم فايدل بشأن وجود 215 ألف سوري غير شرعي.

كما تُظهر بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) وتقرير لمجلة "دير شبيغل" أن عدد السوريين المطلوبين لمغادرة البلاد حتى مارس 2025 لم يتجاوز 10729 شخصاً، 90% منهم مشمولون بحالات "التسامح" التي تُعفيهم مؤقتاً من الترحيل، نظراً للظروف الإنسانية أو الأمنية.
وفيما بلغ عدد الأجانب عمومًا المطلوبين بمغادرة ألمانيا في أبريل 2025 حوالي.

224637 شخصاً، لم يُشكّل السوريون سوى نسبة ضئيلة منهم، تتراوح حسب الولايات بين 4% و 35 %. بل إن الحكومة الفيدرالية أكدت في يونيو 2024 أن السوريين ليسوا الغالبية في أي ولاية من الولايات الألمانية.

وتُظهر هذه الأرقام بوضوح أن تصريحات أليس فايدل لا تستند إلى وقائع، وجاءت في إطار خطاب سياسي يوظف ملف اللاجئين السوريين بطريقة تفتقر للدقة. وفي الوقت الذي لا يزال فيه الوضع في سوريا معقّداً ومضطرباً، تبقى دعوات الترحيل الجماعي غير واقعية، وتتجاهل التزامات ألمانيا الإنسانية والدولية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي