أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بداية الحل.. وقف خطاب الكراهية ومحاسبة كل من ارتكب جرائم وانتهاكات

حتى الآن، يبدو أنّ نهج القيادة السورية في التعاطي مع مشكلة "الهجري" قائم على ردّات الفعل، ما سمح بتحوّل المشكلة مع تيار في السويداء إلى مشكلة مع السويداء كلّها.

عمق تأثير العامل الإسرائيلي في تدهور الوضع كبير جداً دون شك، لكنّ تدخل العدو ليس السبب الوحيد في هذه المآلات الكارثية. ومحاولات تحجيم التدخل الإسرائيلي بالضغط الأميركي والإقليمي لن تحلّ المشكلة، وفي أحسن الأحوال ستُعيدها إلى حالتها قبل اندلاع الأزمة، مع مراكمة آثار سلبية إضافية ناتجة عن قراءة خاطئة للموقف، واستخدام غير مدروس للقوة، وتحشيد المجتمع السوري ضدّ بعضه، والانتهاكات، والاستباحة، والدم المهدور.

من غير المجدي الاستمرار في التركيز على خطاب تخوين الهجري وتيّاره، فانكشاف هذه الحقيقة بات واضحاً، وتكرار التذكير بها لا يضيف شيئاً ولا يحلّ مشكلة، كما أنّ تحميله المسؤولية نهج لا يقدّم ولا يؤخّر.

الحلّ لدى قيادة الدولة، ويمرّ بمراحل تبدأ بإطفاء حريق البلاد، وتبريده بإغاثة المتضرّرين، والتوقّف عن الاستماع لمن أشاروا على القيادة بآرائهم الكارثية التي أثبتت فشلها.. والدليل هو النتائج.

والعمل بصدق وجدية على وقف خطاب الكراهية، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم وانتهاكات، وخالف قواعد الانضباط العسكري، ودمّر الثقة المجتمعية بقوات الجيش والأمن، دون إهمال ولا تأخير، لإطلاق عملية محاسبة عادلة لكل من شارك وساهم بالاعتداء على أرواح المدنيين وممتلكاتهم، وسيادة البلاد ووحدة أراضيها، من أي فئة كان.

وإعادة نظر واقعية، وطنية، وبشكل شامل، في تعاطي السلطة مع متطلّبات عملية الانتقال السياسي وهواجس وتوقّعات السوريين، بما يُسهم في نهج تشاركي لا استعلائي، يستفيد من كفاءات السوريين، وينهي مرحلة الولاءات التي ستدمّر أيّ فرصة لبناء الدولة.

ما سبق بعض أفكار أزعم أنّها ضرورة واستحقاق وطني. فمن شاء فليقرأ...

عمر إدلبي - باحث سوري
(13)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي