أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يهوذا الهجري... !

في يوم مشمس من أيام دمشق، مساء الأربعاء 16 تموز/يوليو 2025، وعند الساعة 18:03 تحديدًا، كان السوريون يشاهدون نشرات الأخبار، وخلف المذيعة تظهر ساحة الأمويين بهدوئها المعهود. 

بعضهم كان يتمشى في الساحة أو حولها، وآخرون يتأملون بداية حياة جديدة في قلب العاصمة. 

فجأة، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى هيئة الأركان العامة. تطايرت الشظايا والدموع، وارتجّت القلوب..! 

لم يحتج السوريون إلى وقت طويل ليعرفوا السبب: نداء أطلقه حكمت الهجري ورجاله، استجابت له تل أبيب فورًا..
يهوذا باع المسيح مجددا..
يهوذا باع المسيح مجددا.. 

خرج الناس عن طورهم. كان هذا القصف أشبه بصفعة مدوية على وجه مدينة بدأت تلتقط أنفاسها بعد سنوات من الدم. لا سلاح بأيديهم يواجهون به جيشًا عاتيًا، لكنهم يملكون قلوبًا امتلأت قهرًا، وحنقًا، وكراهية تجاه الرجل الذي كان سببًا مباشرًا لهذا الموت المجاني في قلب دمشق. 

وبينما كانت القلوب تحترق، خرج تجار نظريات "العيش المشترك من طرف واحد"، يلومون الضحايا على غضبهم، ويدافعون عن رجل دعا إسرائيل كي تقصف عاصمة بلاده! 

رجلٌ شكل ميليشيا قتلت المدنيين، ومع ذلك، يُحذّر من انتقاده حتى لا "تتأذى المشاعر"! أما الدفاع عنه، فهو -برأيهم- "واجب العيش المشترك". 

في كل دساتير الأرض، وفي كل الشرائع والأديان، ما فعله حكمت الهجري خيانة عظمى. إلا في عقول المتاجرين بالمظلومية السياسية، فهو "واجب مقدس لحماية طائفته من أبناء وطنه"! يا إلهي. 

من لحظة ذلك القصف، لم يعد السوريون كما كانوا. لا يتحدثون كما في السابق، ولا يشعرون كما قبل. الهجري، وإسرائيل، وتجار "العيش المشترك"، صلبونا والعاصمة. 

ذلك اليوم ، لن يمحى أبد الدهر من الذاكرة الجمعية السورية فقد أحرقت القلوب والمراكب أيضا..

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(23)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي