يقف الملازم أول المهندس محمد رضا مرتضى في مقدمة الصورة أمام النموذج المعماري (الماكيت) لمبنى وزارة الدفاع، محاطًا بأعضاء الفريق الهندسي الذي أشرف على تصميم المبنى عام 1952.
مبنى وزارة الدفاع (الأركان) في دمشق ليس مجرد كتلة إسمنتية ضخمة، بل شاهد عمراني على مرحلة مفصلية في تأسيس الدولة السورية الحديثة بعد الاستقلال.
بدأ العمل على تصميمه مطلع خمسينيات القرن الماضي، في سياق مشروع وطني لتحديث مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية. وقد أوكلت المهمة إلى مجموعة من الضباط المهندسين الشباب، على رأسهم الملازم أول محمد رضا مرتضى، ممن تخرجوا حديثًا من بعثات دراسية في الخارج، خصوصًا فرنسا.
اختيرت منطقة "أبو رمانة" لاحتضان المبنى الجديد، في قلب العاصمة دمشق، بمساحة شاسعة كانت حينها لا تزال شبه خالية. صُمّم المبنى وفق نمط معماري حديث يمزج بين الحداثة الأوروبية والوظيفية الصارمة التي تتطلبها المنشآت العسكرية، مع لمسات محلية في الواجهة والمواد المستخدمة.
استُكمل بناء المبنى مطلع عام 1956، ليصبح لاحقًا مقرًا لوزارة الدفاع السورية، ومركزًا لقيادة القوات المسلحة. وعلى مدى العقود التالية، ظلّ المبنى مسرحًا للقرارات العسكرية الكبرى، وشاهدًا على الانقلابات والتحولات التي عصفت بالبلاد...
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية