لم أكن أتخيل أنني سأكتب ما رأيته اليوم.
دخلت مدينة السويداء مع مقاتلي العشائر، ما شاهدته هناك سيبقى محفوراً في ذاكرتي، لا تمحوه أيام، وربما لن تمحوه أعوام.
رأيت جثث نساء، أطفال، رجال من أبناء العشائر البدو، قتِلوا بدم بارد. بعضهم أُعدم فقط لأنه بدوي، فقط لأنه "ليس من هنا".
بعضهم كانت يداه مقيدتين.
اقتربت من جثة مقاتل عرفته، كان قد استُشهد قبل أيام. لكن جثمانه لم يُحترم، بل شُوّه. رأس مفصول، أجساد محترقة، وعورات مكشوفة عمداً... مشهد إذلال متعمد.
شممت رائحة البول قرب الجثث. شعرت بالغثيان. في مكان آخر، لفتتني عبارات طائفية كُتبت على الجدران، كأن القتلة أرادوا أن يتركوا توقيعهم فوق الدم.
في إحدى الزوايا، كانت هناك جثة مقطوعة الرأس، لكنها كانت لا تزال تنزف... نعم، ربما ذُبح هذا الرجل وهو حي.
لم أستطع أن ألتقط الصور كلها. يدي كانت ترتجف. لم أعد مجرد صحافي. كنت إنساناً يقف في وجه جريمة، يرى فصولها بعينيه.
لا يحق لأحد بعد اليوم أن يدافع عن مليشيا الهجري. من يدافع عنها شريك في هذا الجحيم، شريك في هذه الجرائم. ما رأيته كان منظماً، ممنهجاً، مدروساً. هذه ليست تجاوزات فردية... هذه حرب ضد الإنسان.
بعد كل هذا يطالبون بحماية دولية، ربما لأنهم على يقين أن جريمتهم بحجم جبال سوريا..
الرحمة لكل من سقط ضحية هذه الوحشية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية