تواصل ميليشيا "الهجري" تنفيذ هجمات ممنهجة ضد أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء، وسط تصاعد عمليات القتل والتهجير والاستهداف الطائفي، ما ينذر بانفجار أهلي واسع بات يلوح في الأفق.
فريق "زمان الوصل" وثّق شهادات جديدة، تضمنت رسائل صوتية ومكتوبة من ناشطين ومواطنين داخل سوريا وخارجها، عبّروا فيها عن خشيتهم من دخول البلاد في نفق فتنة أهلية، نتيجة "الغباء السياسي" الذي يمارسه المرجع الديني حكمت الهجري، وميليشياته المرتبطة بفلول أجهزة النظام البائد الأمنية.
وجاء في إحدى الرسائل: "ما يحدث الآن من غباء الهجري وميليشياته سيقود البلد إلى حرب أهلية مع البدو، حيث يشكّل البدو في سوريا أكثر من 8 ملايين نسمة. والدولة لن تستطيع إيقاف غضب هؤلاء الذين عانوا القهر والظلم والقتل على مر الأيام، على يد النظام المجرم البائد".
وأضاف صاحب الرسالة: "الدولة الآن ليست مسؤولة ولا قادرة على إيقاف من فقد ولده أو ابنه على مدار 14 عاماً من الإجرام... لا نقول إلا: الله يجيرنا من هالأيام الثقال".

رسالة أخرى من ناشط مقيم خارج سوريا، قالت: "الوضع اللي عم يصير من تصرفات الهجري وميليشياته خطير، وعم يجر البلد لطريق ما حدا بيرضاه. البدو مو رقم صغير، في منهم ملايين، وكتير منهم عنده وجع كبير من سنين القهر والدم. الدولة مو قادرة تسيطر على كل شي، ووجع الناس أكبر من أي تهدئة".
وكانت ميليشيا "الهجري" قد صعّدت في الأيام الماضية من عملياتها ضد السكان البدو، حيث نفّذت مداهمات وتصفية ميدانية، من بينها جريمة قتل "فوزة الأحمد" وطفلها "جاسم" (5 سنوات)، في مشهد يعيد إلى الأذهان جرائم التطهير الطائفي التي مارستها أجهزة الأسد في حمص وحلب وريف دمشق.
مصادر ميدانية أكدت لـ"زمان الوصل" أن السلاح المستخدم في تنفيذ هذه الجرائم هو نفسه سلاح النظام البائد، الذي سبق أن سلّمه لميليشيات "الهجري" تحت غطاء "حماية المرجعية الروحية"، أو تركه لها يوم سقوط منظومته في السويداء.

وتعزز هذه المعلومات وثائق حصلت عليها "زمان الوصل"، تكشف العلاقة العضوية بين حكمت الهجري وجهاز أمن الدولة التابع للنظام.
فقد تأكد من وثيقتين رسميتين أن الهجري تلقى دعماً مباشراً من "الفرع 312"، الذراع الأخطر في إدارة الملف الأمني جنوب سوريا.
تشير الوثيقة الأولى إلى تسليم كميات من السلاح والذخيرة للهجري، فيما تُظهر الثانية تعيين نجله في وظيفة أمنية حساسة تحت بند "التنسيق الديني – المجتمعي"، ما يفضح عمق التعاون بين المرجع الديني وجهاز القمع الأسدي السابق.
في المقابل، دعت شخصيات محلية في السويداء وعشائر عربية إلى وقف فوري للتحريض الطائفي، وسحب ميليشيات الهجري من القرى الحدودية مع درعا، محذرين من انفجار رد عشائري واسع قد يخرج عن السيطرة.
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية