أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السويداء أكبر من أي مرجعية وستبقى وأهلها منا وفينا

لا يمكن، ولن يكون من المقبول، اختزال محافظة كاملة وعريقة مثل السويداء بشخص أو مرجعية، أياً كان اسمها. الشيخ حكمت الهجري لا يُمثل كل أهل السويداء، ولا يحتكر قرارهم، ولا ينطق باسم تاريخهم الطويل في الدفاع عن الكرامة والحرية. 

أبناء السويداء جزء أصيل من النسيج الوطني السوري، وهم منا وفينا، شركاء في الثورة والدم والكرامة. قدّموا الشهداء واحتضنوا النازحين، ووقفوا في وجه محاولات الزج بهم في مشاريع النظام البائد الطائفية، رغم كل الضغوط والترهيب. 

إن حملات المقاطعة الشاملة التي تستهدف "السويداء" كمحافظة أو كأهالٍ، لا تخدم سوى أعداء هذا الوطن، وتفتح الباب أمام ترسيخ الانقسام وتعميق الجراح. 

من يرتكب الجريمة يجب أن يُحاسب، لكن من الظلم أن يُحاسَب الناس جميعاً على فعل جماعة صغيرة أو رجل واحد اختار الانحياز لمصالحه على حساب أبناء جلدته. 

نقولها بوضوح: نحن لا نعاقب المدن، بل نفتح الأبواب أمام أهلها ليكونوا شركاء في طرد العصابات الخارجة عن القانون، وتفكيك الميليشيات، وإعادة بناء دولة تستحقها دماء الشهداء. السويداء ليست مدينة "الهجري" ولا أي زعيم طائفي، بل مدينة وطنية لها إرثها وثقلها ودورها. 

من يحمل السلاح ضد الدولة، من يوفر الغطاء السياسي أو الديني للمجرمين، من يحمي الفاسدين، من يتفاوض بالخفاء نيابة عن أهل السويداء دون تفويض، لا يمثل إلا نفسه. لا الشيخ ولا غيره سيقرر مصير مدينة بكاملها. القرار لأهلها الأحرار. 

نمد اليد لكل صوت حرّ في السويداء. لكل شاب رفض الخدمة في جيش النظام البائد. لكل أمّ بكت ابنها حين رفض أن يكون مرتزقًا بيد الفرع 312. لكل من اختار البقاء نظيفًا، رغم حصار المال والسلاح والمخدرات. 

نحن نريد شراكة، لا خضوعًا. نريد كرامة لكل محافظة، لا تبعية لأحد. نريد دولة لكل السوريين، لا دولة لرجل دين أو زعيم طائفة. 

السويداء ستبقى جزءًا من هذا الوطن، وستنهض كما نهضت مدن أخرى، رغم الجراح. أما من اختار موقع العدو، فلن يجد بيننا لا حماية ولا صمتًا. 
الوطن يسع الجميع.. ما عدا الخارجين عليه.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(13)    هل أعجبتك المقالة (536)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي