روت سيدة سورية من ريف دمشق، لـ"زمان الوصل"، فصولاً من الانتهاكات التي طالت عائلتها على يد أجهزة النظام، بدءاً من عام 2013 حين اعتُقل ابنها "عمار"، مروراً بوفاة زوجها "أحمد فرحات" تحت التعذيب، وصولاً إلى اعتقالها في "فرع فلسطين" بسبب محاولة استخراج جواز سفر لابنها الأصغر.
في البداية اعتقل عمار، واختفى دون أثر ولا كلمة عن مكانه أو مصيره.. عام 2013.
تقول السيدة إن زوجها "أحمد فرحات"، الذي كان يقيم في السعودية، قرر عام 2019 العودة إلى سوريا، لكنه اعتُقل مباشرة على معبر جديدة يابوس الحدودي. احتُجز 4 أشهر، ثم أُفرج عنه وهو على شفا الموت، وتوفي بعد 9 أيام فقط. تضيف: "اتهموه بتمويل الإرهاب، مع أنه لا علاقة له بأي نشاط سياسي، كان النظام وقتها مستكلب عالمصاري".
بعد وفاته، قررت السيدة استصدار جواز سفر لابنها الأصغر "معتز" الذي لم يكن قد بلغ 18 سنة. لكن عناصر "الهجرة والجوازات" اعتقلوها فوراً، وأحالوا ملفها إلى "فرع فلسطين"، حيث أمضت 47 يوماً من العذاب النفسي والتهديد الطائفي الصريح. تقول: "المحقق قال لي جملة مستحيل انساها: والله لخلي كل نسوان ... يفوتوا عالسجون".
وتتابع: "الغرفة اللي كنت فيها كان فيها 38 معتقلة، من بينهن فتاة عراقية معها طفل عمره سنتين، قالت إنهم اعتقلوها وهي حامل. وواحدة من ريف إدلب جابوها من حاجز مع طفل عمره 6 شهور".
تؤكد السيدة أن عائلتها استعانت بمحامٍ، وبعد دفع مبالغ طائلة، تم الإفراج عنها. لكنها لم تُفرج بقرار قضائي، بل عبر ورقة "عفو" موقعة باسم "بشار الأسد"، ذكرت أن التهمة كانت "التستر على زوجي وابني".
تقول: "مافي شي اسمه براءة، النظام بطلعك بورقة ذل من الأسد، وكأنك كنتي مجرمة".
ورغم الإفراج عنها، بقي اسمها "منع سفر" في الهجرة والجوازات، ليُطلب منها في كل مرة مراجعة الفرع الأمني للحصول على "موافقة أمنية".
تقول: "كل ما بدي سافر لازم روح جيب موافقة، وكل مرة المحقق يسألني: خدتي ورقتك؟ قلو لأ. تهمة بلا محاكمة، ومذلة ما بتنتهي".
خرجت السيدة محطّمة، تحمل في ذاكرتها صرخات التعذيب، وملفاً مفتوحاً من القهر والظلم، بدءاً من فقدان ابنها، إلى موت زوجها، ثم اعتقالها بتهم كيدية، وملاحقة مستمرة في كل حركة وسفر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية