أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الموت يغيّب الشاعر والناقد السوري "وليد مشوّح" عن عمر ناهز الثمانين عاماً

مشوّح

ودّعت الأوساط الأدبيّة والثقافية في سوريا والعالم العربي الشاعر والناقد السوري الدكتور وليد مشوّح، الذي وافته المنية أمس السبت عن عمر ناهز الثمانين عاماً، بعد معاناةٍ مع المرض، تاركاً وراءه مسيرةً أدبيّة وصحفية زاخرة بالإبداع والعطاء.

وبرحيله، خسر المشهد الثقافي السوري والعربي صوتاً صادقاً وضميراً أدبياً نادراً، كان له دوره المؤثّر في بناء الوعي الجمالي والنقدي عبر عقود.

ولد الراحل في مدينة دير الزور عام 1944، ودرس اللغة العربية في الجامعة المستنصرية في بغداد حيث نال شهادة البكالوريوس، قبل أن يتابع دراساته العليا في جامعة دمشق، ويحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي الحديث.

انخرط منذ بداياته في العمل الثقافي والصحفي، حيث تولّى مسؤوليات بارزة، من أبرزها رئاسة تحرير صحيفة "الأسبوع الأدبي" ومجلة "الموقف الأدبي"، إضافة إلى مهامه السابقة في وكالة الأنباء السورية ومجلة "البعث".

وتميّز الدكتور مشوّح بعطاءٍ متنوع بين الشعر والنقد، فكتب نصوصاً طافحة بالوجد والالتزام، وجاءت أعماله الشعرية متعدّدة الرؤى والتجارب، منها: الظلال الأربعة للوجه الواحد (1971) "ملصقات على جدران العقل الباطن" (1980) تمتمات إلى سيدة الحزن والفرح ( 1982) "أعيش كما تشتهون أموت كما أشتهي (1994).

أما في أدب الطفل، فقد ترك بصمته من خلال مجموعتين لافتتين وهما "أناشيد المجد" (1997) و"فتية الشمس" (2000)، وهي المجموعة التي نال عنها جائزة شعر الأطفال من مؤسسة أنجال هزاع بن زايد.

وفي مجال الدراسات النقدية، أثمرت جهوده عن مؤلفات نوعيّة منها: "الشاعر المضيّع أبو الفضل الوليد (1985) "الصورة الشعرية عند عبد الله البردوني" (طُبعت في دمشق ثم الرياض) و"الموت في الشعر العربي السوري المعاصر" (1950–1990)، وهو العمل الذي نال عنه جائزة الإبداع في نقد الشعر.

وكان الدكتور وليد مشوّح عضواً فاعلاً في الحياة الثقافية السورية، إذ شغل عضوية المجلس المركزي لاتحاد الكتاب العرب، وكان عضواً في جمعية الشعر واتحاد الصحفيين العرب، إلى جانب مشاركاته الغنية في الإعلام الثقافي.

النخلة الباسقة
وفي رثائه وصفه زملاؤه وأصدقاؤه بأنه "النخلة الباسقة" و"الصرح الأدبي الشامخ"، مشيرين إلى أنه عاش ملتزماً بمبادئه وموروثه الثقافي، ومات كما اشتهى، في عزلته النقية المترفعة عن الأضواء، كما جاء في كلمات وداعٍ مؤثرة نشرتها قريبته الكاتبة لبانة مشوّح، وخاطب "محمد حداد" صديقه الأديب الراحل قائلاً :"أيها الفراتي الجميل، السوري النبيل، يا سليل ورثة الجفاف والغزو والقهر؛ ها أنت تموت وحيداً كما تشتهي يا أبا نجيب، ونعيش نحن كما يشتهون... إلى عليين في جنات النعيم أيها المعلم الشهم والشاعر الأصيل".

وعلق "قيصر كضيب": "رحمك الله يا خالي أبا نجيب، وجعلك في روض الجنان. لقد عشت كما يشتهي عصرك، ومضيت كما تشتهي، متمسكاً بثوابتك وقيمك".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(6)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي