في عام 2011، ومع تصاعد وتيرة الثورة في سوريا، انقطعت أخبار الشاب غازي هلال الجديع، مواليد حمص عام 1997، والذي كان يبلغ من العمر حينها 14 عامًا. فُقد غازي، نجل السيدة حميدة، برفقة صديقه سامر النعيم في ظروف غامضة على الحدود السورية-اللبنانية، ليترك وراءه عائلة تبحث عن إجابات منذ أكثر من عقد من الزمان.
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن غازي وصديقه كانا قد تواجدا في لبنان قبيل اختفائهما، ومن ثم بدأت رحلة عودتهما إلى الأراضي السورية. إلا أن هذه الرحلة لم تكتمل، حيث فُقد أثرهما بشكل كامل عند المنطقة الحدودية الفاصلة بين البلدين. لم تسفر عمليات البحث والتحري، بما في ذلك المتابعة خلال فترات تحرير السجون، عن أي معلومة حول مصيرهما، سواء أحياء أو أموات.
على مدار السنوات الماضية، بقيت عائلة الجديع تعيش على أمل الكشف عن مصير ابنها. ومع مرور كل عام، يزداد القلق والألم في ظل غياب أي خيط يقود إلى معرفة ما حدث لهما. يُعد ملف المفقودين في سوريا، لا سيما خلال سنوات النزاع، من الملفات الشائكة والمعقدة، حيث تضم قوائم المفقودين آلاف الأسماء الذين فُقدوا في ظروف مماثلة، دون أن تتمكن عائلاتهم من الحصول على أي معلومات مؤكدة.
تبقى قصة غازي هلال الجديع وسامر النعيم شاهدًا على المآسي الإنسانية التي خلفتها الأحداث في سوريا، وتُبرز الحاجة الملحة إلى جهود أكبر لكشف مصير جميع المفقودين، في محاولة لإنهاء سنوات الانتظار المرير لعائلاتهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية