"من وقتها لهلأ ما منعرف شي عنو".. بهذه الكلمات تلخص عائلة "طاهر يوسف وزير" معاناتها الممتدة منذ أكثر من 13 عاماً، بعد اختفائه في حي جوبر بمدينة حمص بتاريخ 24 شباط/فبراير 2012، على يد عناصر يشتبه بانتمائهم لميليشيات طائفية، عقب دخول قوات النظام البائد وميليشياته أحياء بابا عمرو والسلطانية وجوبر ضمن ما سُمي "عملية التمشيط".
طاهر، المولود عام 1950، خرج بسيارته في ذلك اليوم ولم يعد. الأهالي قالوا إن من اعتقلوه كانوا يحملون شعارات طائفية على أذرعهم، وإن معظم شباب حي جوبر تعرضوا للاعتقال أو التصفية الميدانية في الفترة نفسها.
بعد أشهر، وفي رمضان من العام ذاته، اعتقل فرع الأمن السياسي ابنه "وليد طاهر وزير" من منزله في حي السكن الشبابي، مع مجموعة من شباب الحي. ورغم عدم توجيه أي تهمة رسمية، نُقل وليد إلى فرع "الفيحاء" في دمشق، ثم أودع في سجن عدرا المركزي.
في عام 2014، تمكّنت زوجته من زيارته. تحدث إليها بتفصيل عن تعذيبه الوحشي: خلع أظافر، كسر ضلوع، واتهامات ملفقة بـ"خطف ضباط"، و"إيواء مسلحين"، و"الهجوم على حواجز". طلب منها ألا يسأل عنه أحد بعد اليوم، قائلاً إن المعتقلين الذين يُنقلون من السجن لا يُعرف مصيرهم.
بعد نحو شهر ونصف من الزيارة، اختفى وليد أيضاً. عند مراجعة دوائر النفوس، صُدمَت العائلة بعبارة "متوفى في دمشق"، دون تحديد مكان الوفاة أو ظروفها أو حتى تسليم الجثة. لا قبر، لا شاهد، لا معلومات.
ورغم البحث في كافة الأفرع الأمنية، لم يظهر اسم "طاهر يوسف وزير" في أي سجل.
روايات محلية أكدت أن عشرات الشبان نُقلوا يومها إلى مستودعات في حي السلطانية، وقُتلوا أو أُحرقوا هناك.
تختم العائلة مناشدتها: "بدنا نعرف إذا ماتو وين قبورن.. وإذا حدا مر عليه اسم بابا أو أخي، يفيدنا بأي معلومة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية