أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة من فلسطيني سوري: سأبقى ابن دمشق إلى الأبد

أرشيف

منذ الأيام الأولى للثورة السورية، شارك الفلسطينيون السوريون إخوتهم السوريين معاناتهم ودعمهم للثورة. لم نكن يومًا بمنأى عن الألم الذي حلّ بسوريا وشعبها، بل كنا جزءًا لا يتجزأ من النسيج السوري الذي طاله ما طاله من دمار وقمع.

معاناة مشتركة وتضحيات جسيمة
لقد خسرنا كما خسر السوريون. مخيم اليرموك، الذي كان رمزًا للصمود الفلسطيني في الشتات، دُمّر وشُرّد أهله. فقدنا عشرات الآلاف من شبابنا بين مفقودين ومعتقلين في غياهب السجون.

حوصرنا في المخيمات حتى اضطررنا لأكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة، واستشهد العديد منا تحت القصف الوحشي. تهجرنا برًا وبحرًا بحثًا عن الكرامة والحرية في بقاع الأرض. هذه المعاناة المشتركة، من التهجير القسري إلى فقدان الأحبة وتدمير الممتلكات، جعلتنا شركاء كاملين في الألم السوري.

لم نعتبر أنفسنا للحظة إلا سوريين يطالنا ما يطالهم. شاركنا في التظاهرات السلمية، ودعمنا مطالب الحرية والكرامة، وتقاسمنا مع السوريين حلم التغيير. لم يكن دعمنا للثورة مبنيًا على انتماء عرقي، بل على إيمان عميق بمبادئ العدالة والحرية التي ناضل من أجلها الشعب السوري.

من الظلم الفادح أن يتم وصم جميع الفلسطينيين المدنيين المتضررين بصفة "الشبيحة" أو الموالين للنظام البائد. إن مشاركة بعض الميليشيات الفلسطينية في قمع الثورة لا تمثل آلاف الفلسطينيين الذين عانوا وقدموا التضحيات دعمًا لها. نحن، الفلسطينيون السوريون، لا نعرف لنا أرضًا سوى سوريا، وهي وطننا الذي احتضننا على مر السنين، ونعتبر أنفسنا جزءًا لا يتجزأ من نضالها من أجل مستقبل أفضل.

زمان الوصل
(347)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي