أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معاناة طلاب الرقة: 4 آلاف طالب يطالبون بإنهاء "الاستضافة الجامعية"

أرشيف

يطالب أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة من أبناء محافظة الرقة، المسجّلين في "جامعة الفرات – فرع الرقة"، بإنهاء معاناتهم المستمرة منذ سنوات، جرّاء بقائهم في وضع "الاستضافة المؤقتة" داخل الجامعات السورية، وحرمانهم من التوطين الرسمي في الجامعات التي يدرسون فيها فعليًا. 

ورغم صدور قرار حديث يقضي بتوطين طلاب جامعة إدلب، الذين يعيشون ظروفًا مشابهة، إلا أن طلاب الرقة لا يزالون ينتظرون قرارًا من وزارة التعليم العالي يعيد لهم حقًا أكاديميًا طال انتظاره. 

عقدة الاستضافة: قرار مؤجل ومستقبل ضائع
بعد اندلاع الحرب وسيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرقة، اضطرّ مئات الطلاب إلى مغادرة محافظتهم والالتحاق بكليات مناظرة في جامعات سوريا، إلا أنهم لا يزالون يُعاملون كـ"طلاب استضافة مؤقتة" يتبعون إداريًا لجامعة الفرات (مقرها دير الزور)، رغم دراستهم الكاملة في جامعات أخرى. 

ويُلزم هؤلاء الطلاب، بعد التخرج، بالعودة إلى دير الزور لتقديم ما يُعرف بـ"المواد غير المتماثلة" أو "فروقات الخطط"، والتي قد تصل إلى 8 مواد إضافية أو أكثر، تختلف حسب الاختصاص، مما يعني ضياع سنة إضافية من عمرهم الأكاديمي دون مبرر واضح. 

تبعات مؤلمة
- تأخير نيل الشهادة الجامعية بسبب سنة المواد الإضافية.
- صعوبات في التنقل والإقامة، خاصة للطلبة المقيمين في مناطق نائية.
- انخفاض المعدلات النهائية وفقدان فرص الدراسات العليا أو التوظيف.
- عبء نفسي ومالي متكرر منذ سنوات. 

الطالبات الأكثر تضررًا: داعش وتكاليف السفر أوقفن التعليم
تؤكد شهادات طلابية أن تنظيم "داعش"، خلال فترة سيطرته على الرقة، كان أحد الأسباب المباشرة في حرمان عشرات الطالبات من إكمال تعليمهن، بسبب إغلاق الجامعة المحلية، وفرض قيود صارمة على حركة النساء، ومنع السفر أو التعليم المختلط. 

وتفاقمت المعاناة بعد نزوح الطالبات إلى مناطق النظام، حيث اصطدمن بتحديات مالية واجتماعية جعلت من متابعة الدراسة أمرًا شبه مستحيل. 

تقول إحدى الطالبات: "خسرت سنتين من عمري بسبب منع داعش، وعندما نزحت إلى الساحل لم أستطع دفع تكاليف السكن والسفر. في النهاية، اضطررت لترك جامعتي في سنتي الرابعة... ضاع حلم الشهادة إلى الأبد". 

وتشير شهادات أخرى إلى أن بعض الأهالي رفضوا إرسال بناتهم للدراسة خارج الرقة بسبب بُعد المسافات، أو خوفًا عليهن من مخاطر الطريق، مما تسبب بتسرب عدد كبير من الطالبات من التعليم الجامعي، خاصة في كليات الهندسة، العلوم، والآداب. 

الكليات المتضررة
- كلية الهندسة الزراعية – الرقة
- كلية الهندسة المدنية – الرقة
- كلية الصيدلة – الرقة
- كلية العلوم (رياضيات، كيمياء...) – الرقة
- كلية التربية – الرقة
- كلية الآداب – الرقة
وجميع طلاب هذه الكليات يُعاملون كطلاب "استضافة مؤقتة"، رغم دراستهم الفعلية في جامعات أخرى، ضمن نظام غير منصف. 

المطلب: مساواة لا امتياز
يطالب الطلاب بإصدار قرار رسمي يقضي بتوطينهم في الجامعات التي يدرسون فيها حاليًا، أسوة بزملائهم من طلاب إدلب، وإلغاء شرط المواد غير المتماثلة، والاعتراف بشهاداتهم فور تخرجهم من الجامعة المضيفة دون العودة إلى دير الزور. 

ويؤكد الطلبة أن مطلبهم ليس ترفًا ولا ميزة خاصة، بل هو تصحيح لوضع قانوني وإداري غير عادل، طال أمده، وأثّر بشكل مباشر على آلاف الشباب السوريين من أبناء محافظة الرقة. 

ختامًا
يرى طلاب الرقة أن صمت وزارة التعليم العالي عن قضيتهم هو تجاهل لواقع لا يمكن إنكاره، وأن مستقبلهم الأكاديمي بات رهينة قرارات مؤجلة. ويأملون أن يجدوا آذانًا صاغية هذه المرة، قبل أن تتسرب دفعة جديدة من الطاقات السورية بسبب ظلم إداري لا مبرر له.

زمان الوصل
(31)    هل أعجبتك المقالة (26)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي