أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملاحظات شخصية على هامش اعتقال مسؤولات عن دور رعاية الأيتام في عهد الهارب

كنزة طفل وبنطال قطني صغير من فرع فلسطين (قسم النساء)

- كل اللواتي اعتُقلن حتى الآن، وزيرات ومسؤولات، متورطات بدرجات متفاوتة، والوثائق الناجية من الأجهزة الأمنية حملت أسماءهن الثلاثية الصريحة كـ(متعاونات) في قضية أطفال المعتقلين.

- غالبية الدور أتلفت وثائقها أسوة بإتلاف الأجهزة الأمنية لكثير من الوثائق، وتحقيقات صحفية عديدة توقفت مع إحجام القائمات على جميع الدور (بدون استثناء) عن التعاون أو تقديم إجابات على الأقل للعائلات عن مصير أطفالهم.

- أربع سيدات قائمات على مراكز إيواء لجأن لعبارة (نحن كنا مجبورات)، وإن وجدت هذه العبارة ما يبررها في السياق السوري مشفوعة بالخوف من وحشية الهارب، فإن سيدات كثيرات لن ينجون من تورطهن بتعذيب أطفال داخل الدور وارتكاب انتهاكات جسيمة ضدهم كإخفاء أسمائهم الحقيقية والاعتداء الجسدي واللفظي العنيفين عليهم وفق شهادات خاصة من داخل الدور.. 

- يوجد عدة أنواع من الأطفال داخل الدور (مجهولو النسب والمحالون من الفروع الأمنية والمتسولون). النوع الأول سُجّلوا في السجلات المدنية بأسماء شخصية ومُنحوا أسماء أمهات وكُنى وهمية اختارتها لهم دار لحن الحياة. النوع الثاني تحكَّم الفرع الذي أحالهم بمصيرهم (لا توجد شبهات اتجار بالأعضاء حتى الآن). النوع الثالث متروكون ولا يسأل عنهم أحد، وهم مزيج من الزيجات بين سوريات وأجانب أو عائلاتهم تركتهم، فقُبض عليهم بعد تعرضهم للاستغلال في بيع المخدرات أو التحرش أو الاعتداء في الشارع.

- حالة واحدة لطفل جرت مقايضته أو عُرض عليه الخروج من الدار مقابل القتال مع حزب الله اللبناني، وحالتان عُرض عليهما الخروج للقتال مع ميليشيا ساندت جيش النظام البائد في دير الزور (لا توجد أدلة قطعية حتى اللحظة على مشاركة فعلية لأطفال المياتم في المعارك القتالية)، والشهادة لشاهد قال إن صديقيه هما اللذان رويا له تفاصيل العرض.

- في حالتين على الأقل، تركت إحدى الدور الأطفال يضربون بعضهم دون تدخل، ولم تتخذ الإجراءات التربوية اللازمة للفصل بينهم أو الحد من هذه الممارسات (ليست ممنهجة لكنها مكررة).

- لم يُستخدم الطعام والاستحمام والنوم كسلاح ضد الأطفال على غرار السجون، لكنهم حُرموا في حالات كثيرة من الفسحة واللعب والرحلات والمساواة في الاهتمام والرعاية.

- اتسمت غالبية السيدات القائمات على الدور بصفات شخصية سيئة: الكذب، الوقاحة، انعدام الضمير الشخصي، قلة الإنسانية، والتلويح بعلاقاتهن بالأفرع الأمنية ضد كل من كان يسأل عن مصير الأطفال.

- أسماء الأسد وإحدى الوزيرتين على الأقل وصلتهما معلومات موثقة عن تعرض أطفال إحدى الدور لانتهاكات فظيعة، مع ذلك صمتتا.. هذه الشهادة بحاجة لمن يدعمها أكثر.

- لا يوجد عدد نهائي للأطفال الذين تمت إحالتهم من الفروع الأمنية إلى دور الرعاية، بسبب اتفاق ضمني داخل هذه الشبكة المعقدة التي ضمت الأجهزة الأمنية والهلال الأحمر ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والسجلات المدنية ودور الرعاية نفسها والجهات الممولة، وبسبب اتفاقهم الضمني (على الأرجح) على إتلاف الوثائق وإخفاء الأدلة وعدم البوح بأي حرف لتورطهم جميعاً في هذه القضية.

- بعض الدور لم تكن مثالية لكنها كانت أفضل من الشارع والسجون، وهذا لا يمنع من التأكيد الشديد على أن التصوير داخلها كان أصعب من التصوير داخل السجون. القائمات أخفين أو منعن الفرق الصحفية من الدخول إلى بعض أقسام وأركان الدور، وكثيراً ما اعتمدت الفرق على ملاحظات شخصية أو موظفين بمراتب وظيفية متوسطة كشهود على ما كان يجري.

- الشبكة السورية لحقوق الإنسان كانت سباقة في الخوض في هذه المعضلة، وأمامها طريق شاق للوصول إلى خلاصات نهائية، قياساً بحجم ملفات المخابرات وطبيعة العالم السري المعقد الخاص بقضية أطفال المعتقلين.

- التحقيقات الصحفية بحاجة لتفرغ تام قد يستمر أعواماً وجهد جماعي تدعمه مؤسسات كبرى وتمويل يغطي نفقات البحث والمعيشة الشخصية للفرق وتسهيلات من مختلف الجهات الرسمية.

- لا يجوز التعميم في الحياة ولا يحق للصحفي ولا لغيره أن يُعمم، وإن سمحت لنفسي بتعميم شيء على شيء، فسيكون أن دور رعاية الأيتام مدانة، إن لم يكن بإخفاء الأطفال فبعدم البوح عن مصائرهم.

- الدولة الجديدة بأجهزتها الشرطية والقضائية والوزارية تولي هذه القضية أهمية كبرى على ما رأيت، لكنهم دخلوا في حقل ألغام من حجم الكوارث التي تركها الهارب وضخامة الملفات واتساع عدد المتورطين وهروب بعضهم خارج البلاد.

رأي واستنتاج شخصي (قد يكون خاطئاً): العالم السري والغامض المسمى دور الأيتام في دمشق وريفها (قبيسي بغالبيته العظمى) أو تربطه بجماعة القبيسيات علاقة ما (ستُفتح قضية القبيسيات لاحقاً بمعزل عن هذا الموضوع).

ناصر عدنان - صحفي سوري
(131)    هل أعجبتك المقالة (27)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي