أكد محافظ مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن بلاده لن تلجأ إلى الاستدانة الخارجية، مشددًا على أن هذا القرار يأتي بتوجيه مباشر من الرئيس أحمد الشرع، ضمن خطة وطنية لإعادة هيكلة الاقتصاد السوري وتعزيز استقلاليته.
وقال حصرية، في تصريحات نقلتها وكالة (سانا)، يوم الجمعة، إن سوريا "لن تستدين من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، ولن يكون هناك أي ربط لليرة السورية بالدولار أو اليورو"، لافتًا إلى أن البلاد دخلت مرحلة "الانفتاح النقدي والمصرفي" بعد سنوات من العزلة المالية.
وأشار إلى أن سعر صرف الليرة السورية تحسن بنسبة 30% منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، متوقعًا إنهاء التشوهات في سعر الصرف خلال الأشهر المقبلة، بما يؤدي إلى توحيد السعر بين السوق الرسمية والسوق السوداء.
وكشف حصرية عن حزمة إجراءات لتعزيز الثقة بالقطاع المصرفي، من أبرزها استحداث مؤسسة لضمان الودائع في البنوك السورية، وتوفير قروض عقارية للسوريين المقيمين في الخارج، بهدف جذب رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمار.
وفي خطوة اعتُبرت تاريخية، أعلن حصرية أن سوريا نفذت، في يونيو/ حزيران المنصرم، أول تحويل مصرفي دولي مباشر منذ 13 عامًا عبر نظام "سويفت"، وذلك من بنك محلي إلى بنك إيطالي، بالتزامن مع قرارات أوروبية وأمريكية بتخفيف العقوبات على دمشق.
وختم محافظ المصرف المركزي تصريحه بالتأكيد على أن الحكومة تسعى إلى بناء اقتصاد "صحي وقائم على الإنتاج والصادرات"، دون الاعتماد على الديون أو الفوائد المرتفعة، مشيرًا إلى أن البيئة الاستثمارية باتت مهيأة لتوفير عوائد مستقرة بعد عقود من التحديات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقّع، مطلع تموز/ يوليو الجاري، أمرًا تنفيذيًا بإنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عام 2011، وهو ما وصفه حصرية بـ"الدفعة القوية التي يحتاجها الاقتصاد السوري للانطلاق نحو إعادة الإعمار".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية