أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حمص تُعيد رسم صورتها: انطلاق مشروع الهوية البصرية من أجل ذاكرة مدينة وهوية جيل

أرشيف

أعلنت محافظة حمص عن إطلاق مشروع تصميم وتطوير الهوية البصرية لحمص وذلك في خطوة نوعية تهدف إلى إبراز الغنى الحضاري والثقافي والتاريخي للمحافظة، وصياغة هوية بصرية معاصرة تليق بمكانتها ، وتعكس أصالتها المتجذرة عبر العصور. وذلك بتكليف من الدكتور عبد الرحمن الأعمى، محافظ حمص، وبإشراف مباشر من مديرية الإعلام في محافظة حمص.

والهوية البصرية لأي مدينة هي مجموعة من العناصر البصرية المترابطة التي تُستخدم للتعبير عن شخصية المدينة، وتعكس صورتها الذهنية وقيمها وتاريخها وثقافتها، وتهدف هذه الهوية إلى تقديم المدينة بطريقة موحدة وجذابة على المستويين المحلي والعالمي، وتعزيز انتماء السكان إليها، وجعلها مميزة عن غيرها من المدن.

وأشار مدير الأبحاث والدراسات في المشروع الباحث "فارس الأتاسي" في تصريح لـ "زمان الوصل" إلى أن فكرة هذا المشروع جاءت استجابةً للحاجة الملحة لهوية بصرية جامعة تمثل حمص في الداخل والخارج، خاصة بعد عقود من التهميش المتعمد، والتدمير الممنهج الذي طال المدينة من قبل النظام السابق.

ولفت الأتاسي إلى أن ملامح هذا المشروع بدأت بالظهور بعد أسابيع قليلة من سقوط النظام، حيث بدأت محافظة حمص بالتنسيق مع عدد من المختصين في مجالات الإعلام والتصميم والتاريخ لتأسيس رؤية واضحة ومنهجية متكاملة لتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير.

رؤية المشروع وأهميته المجتمعية
ووفق المصدر ترتكز رؤية المشروع على مبدأ المشاركة المجتمعية، حيث تؤكد المحافظة على أهمية انخراط أبناء حمص من المختصين في مختلف المراحل، لضمان أن تكون الهوية البصرية نابعة من أبناء المدينة وتعكس وجدانهم وتطلعاتهم. فهذه الهوية ليست مجرد شعارات أو ألوان، بل تمثيل حيّ للذاكرة الجمعية والخصوصية الثقافية والروحية لحمص.

بناء الهويات البصرية
ويتكون المشروع من عدة فرق للمساهمة في تنفيذ مراحله وهي فريق الدراسات والأبحاث: ويُعد هذا الفريق نواة المشروع، ويُعنى بجمع وتحليل التجارب العالمية في مجال بناء الهويات البصرية، وتقديم مقترحات علمية مستندة إلى دراسات تأصيلية للتراث الحمصي.

وفريق المحتوى المرئي: يقوم بجولات توثيقية داخل المحافظة، لجمع الصور والمقاطع والمعلومات التي تعكس الجوانب المعمارية والثقافية والطبيعية للمنطقة.

الفريق الفني: يعتمد على تقارير الدراسات والأبحاث لإنتاج نماذج أولية للهوية البصرية، تتم مراجعتها بشكل دوري بإشراف مديرية الإعلام.

والتغذية الراجعة المجتمعية: يتم إشراك المجتمع المحلي عبر منصات التواصل والاستبيانات لأخذ ملاحظاتهم وآرائهم في المخرجات النهائية.

رموز بصرية
ونوّه الأتاسي المهتم بتاريخ حمص في العهد العثماني إلى أن التصميم المزمع تقديمه يرتكز على مجموعة من الرموز البصرية العريقة التي تميز حمص، من أبرزها: العناصر العمرانية: مثل الحجر البازلتي الأسود، والمآذن المربعة للمساجد القديمة.

المعالم الطبيعية: كنهر العاصي، ورمال تدمر الذهبية، والمساحات الخضراء في وادي النصارى.

والتراث المادي واللامادي: كالنقوش، والتطريزات التقليدية على الملابس، والحلويات الحمصية الأصيلة.

كما سيتم اعتماد المعالم السياحية والتاريخية المنتشرة في كامل المحافظة، وليس فقط في المدينة، كمرجع أساسي في بناء الهوية، حيث تم إعداد دراسات أولية تناولت عدداً واسعاً من هذه المعالم لتوظيفها بصرياً وثقافياً في المشروع.

ويمثل مشروع الهوية البصرية لمدينة حمص خطوة استراتيجية نحو إعادة تعريف حمص كرمز للثقافة والصمود والانتماء، وهو دعوة لكل الحماصنة للمساهمة في بناء هوية مدينتهم من جديد، بروح جماعية، ووفاء لذاكرتهم وتاريخهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي