تكشف نرمين بسام سوارة، شقيقة الشهيد أحمد، عن تفاصيل مروعة ومليئة بالألم حول اعتقال ووفاة شقيقها على يد ميليشيات الدفاع الوطني والأمن العسكري في سوريا عام 2014.
تتحدث نرمين عن مسيرة البحث المضنية التي انتهت بمعرفة مصير أحمد المؤلم، وتطالب بمعرفة الحقيقة حول مكان جثمانه ومحاسبة المسؤولين عن مقتله.
بداية الاعتقال والتعذيب
في عام 2014، اعتُقل أحمد بسام سوارة من قبل ميليشيات الدفاع الوطني في عمريت التابعة لمدينة طرطوس وكان عمره 20 عامًا. تقول نرمين إن شقيقها أمضى شهرًا ونصف في معتقل الدفاع الوطني بطرطوس، حيث تعرّض لتعذيب شديد. بعد ذلك، تم نقله إلى فرع الأمن العسكري في المزة بدمشق.
يروي شاهد عيان، وهو موظف من بانياس كان معتقلًا مع أحمد ونجا بعد الإفراج عنه، تفاصيل مروعة عن الأيام الأخيرة لأحمد. أفاد الشاهد أن أحمد استُدعي للتحقيق مرتين، ويفصل بين التحقيق الأول والثاني يومان. خلال هذه الفترة، قام المحققون بفتح عروق يديه، وهي ممارسة تُعرف باسم "ضربة الموت" لضمان نزيف الضحية وموته ببطء.
اتهامات ملفقة ومصير مؤلم
خلال التحقيق الأول، وبعد عودة أحمد من الاستجواب، أخبر الشاهد أنه كُتب بحقه تقرير يتهمه بالإرهاب وسب بشار الأسد. قال أحمد للشاهد في ذلك الوقت: "أنا انتهيت، وإذا توفيت، أمانة عليك أن تخبر أهلي". وقد أوفى الشاهد بوعده بعد الإفراج عنه، ليخبر العائلة بما حدث.
المتورطون وعجز العدالة
تؤكد نرمين أن من كتب التقرير المزور ووقّع عليه هم أشخاص معروفون، كانوا متطوعين في الدفاع الوطني بقرية الحميدية عام 2014. بعد ثلاثة أشهر من التحرير، اعتقل أحد المخبرين، كانت المفاجأة في المعاملة التي تلقاها المخبر؛ حيث بقي معززًا ومكرّمًا لمدة أسبوع قبل أن يُطلق سراحه ويفر إلى لبنان.
تصف نرمين حالة الإفلات من العقاب التي يعيشها المتورطون في مقتل شقيقها، وتقول إنها تلقت تهديدات بالقتل من قبل "شبيحة" في الحميدية إذا تحدثت عن القضية، مؤكدة أن الدولة لم تحرك ساكنًا ولم تحاسب أيًا منهم.
تضيف نرمين أن الدفاع الوطني في طرطوس بالحميدية مسؤول عن اعتقال شقيقها وإرساله إلى دمشق حيث الأمن العسكري، وقُتل هناك دون تسليم جثمانه.
أسئلة بلا إجابات
منذ ذلك الحين، والعائلة تبحث عن أحمد، وتكتشف في النهاية أنه توفي. تتساءل نرمين بألم:
- أين جثمان أحمد؟
- أين دُفن؟
- أين اختفى الضباط والسجانون الذين كانوا في سجن الأمن العسكري بالمزة والذين قتلوا شقيقها؟
تطالب نرمين بمحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة المروعة، لكي تنال عائلتها شيئًا من العدالة التي طال انتظارها.
كلمات كتبتها نرمين
من ثلاث سنين، ما خليت مكان إلا وفتشته وسألت عنه.
رحت على سجن القابون، ميداني 1 وميداني 2، قالولي: "ما في اسم بهي القوائم".
رحت على محكمة الإرهاب، قالولي: "ما في اسم".
رحت على كتيبة الدفاع الوطني بجبل قاسيون، وكانت كل الزنازين فاضية، قالولي: "ما في حدا بهالاسم".
رحت على المشفى العسكري، قالولي: "مات وما في جثة"، وقالولي: "منعطيكي شهادة وفاة".
ما رضيت. قلتلن: "شلون مات؟ ووين جثته؟"
قالولي: "وقف قلبه، هيك منكتب بالشهادة".
ما أخذت منهن شهادة... ولا عرفنا وين جثمان أخي... أريد العدل العدل العدل..
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية