شهدت مدينة كيليس جنوبي تركيا تراجعًا ملحوظًا في أسعار الإيجارات السكنية، على خلفية عودة أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ما أدى إلى انخفاض حاد في الطلب على الشقق وتأثير مباشر على سوق العقارات في المدينة.
وبحسب تقارير محلية، انخفضت أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالعام الماضي، حيث هبطت أسعار الشقق التي كانت تؤجَّر سابقًا بـ15 ألف ليرة تركية شهريًا إلى ما يقارب 7 آلاف ليرة، في ظل صعوبة متزايدة في إيجاد مستأجرين حتى مع هذه التخفيضات الكبيرة.
ونقل موقع Bigpara عن عدد من أصحاب المكاتب العقارية أن هذا التراجع تسارع مع نهاية العام الدراسي وصدور نتائج التقارير المدرسية، حيث اختار العديد من السوريين العودة إلى مناطقهم داخل سوريا، مما خفّف الضغط السكاني على المدينة.
وأكد محمد كافوستوران، رئيس مجلس إدارة شركة "كافوستوران للعقارات"، أن انخفاض الأسعار لم يكن موحدًا في جميع أحياء المدينة، موضحًا أن الأحياء التي تقطنها فئات كموظفي الدولة – مثل "يني بيشيفلر" و"كاظم كارابكير" – شهدت استقرارًا نسبيًا، على عكس الأحياء الشعبية التي سجّلت تراجعًا واضحًا في الأسعار.
وأشار كافوستوران إلى أن بعض الشقق، خصوصًا القديمة والمزودة بمواقد تقليدية، تُعرض بأسعار تبدأ من 2000 ليرة تركية شهريًا، ولا تجد من يستأجرها. وأضاف: "حتى المنازل المزوّدة بالغاز الطبيعي باتت تُعرض بين 5 إلى 6 آلاف ليرة، وفي بعض الحالات أقل من ذلك".
وتُظهر هذه التحولات أثر التغيرات الديمغرافية التي تشهدها المدينة، حيث عادت آلاف العائلات السورية إلى بلادها منذ سقوط نظام الأسد، خاصة عبر معبر "أونجوبينار" الحدودي. وتُعد كيليس من الولايات التركية التي استضافت نسبة عالية من اللاجئين السوريين، إذ تجاوزت نسبتهم 26% من سكان الولاية.
وقد ساهمت عودة السوريين في تقليص معدلات الطلب على الإيجارات، ما أفرح بعض السكان المحليين، لكنه شكّل تحديًا كبيرًا لأصحاب المكاتب العقارية الذين يعانون حالياً من ركود غير مسبوق في السوق.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية