أعلنت وزارة الرياضة والشباب في سوريا، تجميد مشاركة لاعب كرة السلة التركي كمال جنبلاط بشكل مؤقت، وذلك على خلفية موجة غضب واسعة أثارها الإعلان عن تجديد عقده مع نادي الوحدة الدمشقي، رغم مواقفه السياسية والإعلامية المثيرة للجدل.
ويأتي هذا القرار بعد تصاعد الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من السوريين عن استيائهم من منح لاعب محسوب على الدعاية للنظام السوري البائد فرصة جديدة في الأندية المحلية، رغم ما اعتُبر إساءة واضحة لتضحيات الشعب السوري.
وقالت الوزارة في بيان نشر عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي إنّ دماء شهدائنا ومعاناة شعبنا وتضحيات المهجّرين هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التساهل فيه، وهي أساس في تقييم أهلية أي شخص لتمثيل الرياضة السورية أو الانخراط في مؤسساتها.
وأضافت الوزارة أنها باشرت استجابةً للمطالب الشعبية والإعلامية بفتح تحقيق رسمي حول خلفية اللاعبين المذكورين، ومدى صحة الادعاءات المتداولة بحقهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف الوصول إلى نتائج دقيقة وموثقة قبل اتخاذ أي قرارات نهائية.
ونوّهت الوزارة إلى أنها رغم التحديات التي تواجهها في بناء قطاع رياضي وطني حر ونزيه، لا تستبعد أن تتسلل بعض الحالات غير المؤهلة إلى المفاصل الرياضية، ولكنها في المقابل تؤكد التزامها المطلق بالمتابعة والمحاسبة، وعدم التهاون مع أي انتهاك يمسّ تضحيات السوريين أو يُخالف ثوابتهم الوطنية.
وتقرّر بالتنسيق مع نادي الوحدة، تجميد مشاركة اللاعب كمال جنبلاط مؤقتاً إلى حين استكمال الإجراءات التحقيقية، والتحقق من الخلفية القانونية والشخصية بشكل واضح وصريح، وستُتخذ القرارات اللازمة بناءً على نتائج هذا التحقيق.
كمال جنبلاط " كانبولات" من مواليد 12 أبريل 1994 في منطقة هاسا بولاية هاتاي التركية، يُعد لاعبًا مزدوج الجنسية، وقد انضم إلى المنتخب السوري لكرة السلة منذ عام 2020، وشارك في عدة مباريات ضمن تصفيات كأس العالم لكرة السلة. ورغم خلفيته التركية، فقد مثّل سوريا على المستوى الدولي، ويلعب حاليًا ضمن صفوف نادي الوحدة في الدوري السوري لكرة السلة.
تجاهل لمعاناة السوريين
تداول ناشطون خلال السنوات الماضية مقاطع مصورة للاعب جنبلاط داخل سوريا وهو يزعم فيها أن الأوضاع "جيدة"، مبررًا مغادرة اللاجئين بسبب الظروف الاقتصادية أو الخدمة العسكرية، متجاهلًا بشكل واضح الانتهاكات الواسعة التي طالت المدنيين السوريين، بما في ذلك القصف والاعتقال والتهجير القسري، وهو ما أثار استياء واسعًا في الأوساط الشعبية.
كما وُجّهت له اتهامات بلعب دور في الترويج الدعائي للنظام السوري، من خلال تنسيق زيارات لصنّاع محتوى أتراك إلى دمشق، وتقديم صورة مزيّفة عن الواقع هناك، تُظهر سوريا كبلد مستقر وآمن، ما يخدم خطاب الأحزاب التركية المعادية للاجئين، ويضرّ بصورة اللاجئين السوريين ومطالبهم بالحرية والكرامة.
وأثارت عودة لاعب بمثل هذا السجل إلى نادٍ من أعرق الأندية السورية تساؤلات واسعة، لا سيما في ظل صمت الاتحاد الرياضي العام، ما فُسّر على أنه تجاهل غير مبرر لقيم الرياضة والشباب التي يُفترض أن تعكسها الأندية السورية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية