أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطيران المدني السوري يحسم الجدل حول مطار القامشلي: "الإدارة والتشغيل حصرًا بيد الدولة"

أعلنت "الهيئة العامة للطيران المدني السوري" في بيان رسمي، إغلاق مطار القامشلي مؤقتًا لأسباب تشغيلية، وذلك بموجب إعلان ملاحي (NOTAM) صدر عنها. وأكدت أن القرار ملزم لكافة شركات الطيران والجهات المحلية والدولية المعنية بالملاحة الجوية.

ويأتي هذا الإعلان ردًا على ما تم تداوله حول إصدار "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" قرارًا يقضي بإنشاء إدارة عامة لمطار القامشلي وتشغيله دون تنسيق مع الجهات الرسمية السورية، وهو ما وصفته الهيئة بأنه "تجاوز خطير" و"انتهاك للقوانين الدولية المنظمة للملاحة الجوية".

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت في 19 يونيو 2025 القرار رقم 136، الذي ينص على استحداث إدارة عامة للمطار تتبع للمجلس التنفيذي التابع لها، مع منحها صلاحيات إدارية ومالية كاملة، في خطوة اعتُبرت خرقًا واضحًا لاتفاق أُبرم في أبريل الماضي بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تضمّن دمج المؤسسات العامة، بما فيها المطارات والمعابر، ضمن هيكل الدولة السورية.

ولم تصدر "الإدارة الذاتية" حتى الآن أي تعليق رسمي على بيان الهيئة، ما أثار تساؤلات حول التزامها بالاتفاقات السابقة، وسط حديث عن خلافات داخلية متعلقة بملف المطار.

وتشير مصادر أمنية إلى أن روسيا، رغم تقليص انتشارها في بعض مناطق شمال الحسكة، ما تزال تحتفظ بوجود استراتيجي في مطار القامشلي، ما يعكس أهمية الموقع من الناحيتين العسكرية والجيوسياسية.

وقد أثار قرار الإدارة الذاتية بشأن المطار ردود فعل متباينة، حيث عبّر عدد من المواطنين والموظفين السابقين في قطاع الطيران عن دعمهم الكامل لموقف الهيئة، مؤكدين أن مطار القامشلي "سوري الهوية والسيادة"، ولا يجوز تسليمه لأي جهة خارج سلطة الدولة.

ووصف البعض هذه الخطوة بأنها محاولة لفرض أمر واقع يتنافى مع روح التفاهمات السياسية السابقة، ويشكّل خرقًا متعمدًا للاتفاق الذي جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع والقيادي في "قسد" مظلوم عبدي، والذي شدّد على تسليم جميع المرافق العامة، بما فيها المطارات، لمؤسسات الدولة.

ويرى مراقبون أن مستقبل المطار سيعتمد على توازن العلاقات بين دمشق وموسكو، إضافة إلى موقف "الإدارة الذاتية" وتوجهات "قسد" في المرحلة المقبلة.

ويُذكر أن مطار القامشلي كان قد أُغلق أمام الطيران المدني منذ عام 2015، مع فترات تشغيل محدودة، ويُستخدم حاليًا من قبل القوات الروسية، وقد تعرّض لقصف إسرائيلي في ديسمبر 2024.

وبحسب ناشطين، فإن بيان الهيئة يتجاوز الطابع الفني، ليؤكد مجددًا على تمسّك الدولة السورية بمفاصل السيادة، في ظل واقع إداري وسياسي متشابك في الشمال الشرقي من البلاد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(53)    هل أعجبتك المقالة (65)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي