بعد 13 عاماً على اختطافه.. عائلة محمد يزبك تتمسك بخيط أمل وتطالب بالمحاكمة

يزبك

تجدد عائلة الناشط المختفي قسرياً، محمد قاسم يزبك، مناشدتها عبر "زمان الوصل" للكشف عن مصيره، بعد قرابة ثلاثة عشر عاماً من اقتياده من قبل أحد حواجز النظام السوري البائد في قلب العاصمة دمشق، في قصة تختزل معاناة آلاف السوريين الذين ابتلعتهم معتقلات النظام.

ففي تاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2012، انتهى فصل من حياة محمد يزبك، مواليد دمشق (القيمرية) عام 1974، ليبدأ فصل آخر من المعاناة لعائلته التي لم تفقد الأمل بمعرفة مصيره حتى اليوم.

وفقاً لشهادة عائلته، تم اعتقال محمد في كمين نصبه له حاجز طيار تابع لسرية المداهمة على أوتوستراد المزة بدمشق، بالقرب من شركة "سيريتيل". وتؤكد العائلة أن عملية الاعتقال جاءت بناءً على وشاية من أحد المخبرين، وذلك على خلفية نشاطه الإنساني.

لم يحمل محمد سلاحاً، بل كانت "تهمته" التي زج به النظام في أقبية الموت بسببها، هي إنسانيته وشجاعته. حيث كرس جهده لمساعدة العائلات المهجرة من حمص، وإغاثة المحاصرين في الغوطة الشرقية والمليحة، وتأمين الطعام والدواء والمأوى لهم، مدفوعاً بغيرته على أهله ورفضه للظلم والاستسلام.

بحسب ما وصل للعائلة من معلومات عبر معتقل سابق، تم اقتياد محمد وزميل له من أبناء حمص كان برفقته إلى الفرع 215 سيئ الصيت. هناك، بدأت رحلة التعذيب المروعة التي رواها الناجي. تعرض محمد لأقسى أنواع التعذيب بالضرب والشبح والصعق بالكهرباء، والتي طالت حتى فمه الذي كان يحتوي على جسر أسنان معدني، في محاولة يائسة لانتزاع اعترافات بأسماء ثوار وناشطين آخرين.

"كان بطلاً بكل ما تعنيه الكلمة"، هكذا وصفه زملاؤه في المعتقل الذين كتب لهم عمر جديد، مؤكدين أنه رفض الإدلاء بأي اسم أو معلومة للنظام، وآثر تحمل التعذيب على خيانة رفاقه.

بعد هذه الشهادة، انقطعت أخباره تماماً. ودخلت العائلة في دوامة البحث والسؤال، لتصطدم بأحد أقسى أساليب النظام في تعذيب الأهالي نفسياً. حيث طرق باب والد محمد أحد أصدقائه، وسلمه ورقة مقتضبة تفيد بأن ابنه "توفي بسكتة قلبية"، وأرفق معها بطاقة هويته الشخصية.

ورغم الصدمة، عادت بارقة أمل لتلوح في الأفق بعد فترة، حين أكد بعض الخارجين من المعتقلات أن محمد لا يزال على قيد الحياة. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره كلياً، لتعيش عائلته في عذاب يومي، بين رجاء اللقاء ويقين "الشهادة".

ترك محمد خلفه زوجة وثلاث فتيات صغيرات، ووالدين كبيرين في السن ذاقا مرارة الابتزاز المالي، وهو أسلوب آخر يتقنه النظام لنهب السوريين واستغلال مصابهم. تعيش أسرته الصغيرة اليوم على المساعدات، متسلحة بإيمانها بالله الذي لا ينسى عباده.

تقول عائلته لـ"زمان الوصل": "نحتسبه عند الله شهيداً، وهذا شرف لنا وله. كانت الشهادة أقصى غاياته وتحققت والحمد لله". لكن هذا الاحتساب لا يلغي حقهم في معرفة الحقيقة والوصول للعدالة.

وتختتم العائلة رسالتها بالمطالبة بـ "القصاص العادل من كل من تسبب بأذى محمد، من أجل زوجته وبناته وأبويه الذين عانوا الأمرين"، موجهة التحية لـ "شباب الثورة والتحرير"، مع دعاء بالنصر والثبات.

زمان الوصل
(72)    هل أعجبتك المقالة (29)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي