بعد رحلة طويلة من الانتظار الممزوج بالأمل والألم، تعرفت عائلة الشاب السوري، محمد فاتح الصياح، على مصيره المأساوي بعد سنوات من اختفائه القسري. لم تكن النهاية كما كانت تأمل العائلة، فقد ظهر اسم ابنها ضمن قوائم ضحايا التعذيب في سجون قوات الدفاع الوطني، والتي كشفت عنها وثائق نشرتها "زمان الوصل".
تعود قصة محمد فاتح الصياح إلى شهر آب/أغسطس من عام 2013، حين تم اعتقاله من العاصمة دمشق. ومنذ ذلك التاريخ، انقطعت أخباره بشكل كامل عن عائلته، التي عاشت على أمل عودته أو معرفة أي معلومة تقودهم إلى مكانه. هذا الأمل تبدد بعد أن ورد اسمه جلياً في السجلات التي وثقت أسماء عدد كبير من المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب.

وفي حديثها المقتضب المليء بالأسى، أكدت العائلة أن كل ما تسعى إليه الآن هو معرفة مكان دفن ابنها، متسائلة: "أين قبره؟". هذا السؤال يمثل جرحاً عميقاً يضاف إلى ألم الفقد، ويعكس معاناة آلاف العائلات السورية التي لا تزال تجهل مصير أبنائها أو أماكن دفنهم.
ووفقاً للمعلومات، فإن غالبية الضحايا الذين تم تصفيتهم في سجون الدفاع الوطني دُفنوا بشكل جماعي في مقابر طابقية في منطقة نجها بريف دمشق. هذه المنطقة الصحراوية أصبحت مرتبطة في أذهان السوريين بالموت والمقابر الجماعية التي تضم رفات آلاف المعارضين والمدنيين الذين قضوا في المعتقلات...
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية