أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سيادة الرئيس أحمد الشرع.. هذا ليس سلماً أهلياً، بل استفزازٌ أهليّ وتوريطٌ للقيادة

سيادة الرئيس، ما ذنبي وأنا المحامي غير القادر على اتخاذ أي خطوة إلا بسلاح الفكر والقلم، كي أتعرض للشتائم والمسبات؟ لا لسببٍ إلا لأنني تطوعت لأكون محامياً للثورة وصوتاً للشعب.

هناك أشخاص يقومون بأمور لم نعد نفهم كنهها باسم "السلم الأهلي" والتسويات والمصالحات.

هل باتت هذه المفاهيم جسراً لإخراج مجرمين موثّقٍ إجرامهم بمقاطع الفيديو، لا يرقى إليه شكّ ولا ينكره أحد؟
هل تحوّلت دماء شهدائنا إلى ورقة تفاوض؟ هل أصبح عذاب الضحايا وأهاليهم مجرّد تفصيل لا يُذكر أمام صفقات باردة لا تراعي مشاعر السوريين الذين ذاقوا الويلات؟

سيادة الرئيس، من الذي قرّر أن هؤلاء – فادي صقر، وسقراط الرحية، وغيرهم الكثيرين ممّن ارتكبوا ما تقشعر له الأبدان – يمكن أن يعودوا إلى الشوارع دون حساب؟ من منحهم صكوك الغفران؟

من قال إن أبناء الشهداء سيقبلون بمصافحة قاتلي آبائهم؟ من أوهم هؤلاء "المُكلّفين" أن العدل يمكن أن يُمحى بمجرد توقيع أو صفقة تسوية؟!

إنهم لا يصنعون سلماً، بل يشعلون فتيل نار جديدة… نار الغضب، والثأر، ولا سمح الله، الانفجار الشعبي القادم!
نحن كشعب لا نعرف خفايا الترتيبات، ولا ما يُطبخ في الغرف المغلقة، ولا من فاوض ومن سلّم ومن صالح، لكننا نعرف شيئاً واحداً:
أنّ المجرم يظل مجرماً… ولا يمكن أن يخرج من بوابة السجن إلى بوابة الوطن دون محاسبة.
فلينتظروا تطبيق قانون العدالة الانتقالية. فلماذا هذه العجلة؟ الجميع ينتظر، ولكن...
سيادة الرئيس، أنت اليوم وحدك في موقع المسؤول الذي يرى فيه الناس ملاذهم الأخير. أنت وحدك الذي لم تتورّط في تلك التسويات الكارثية.

ولهذا نخاطبك، ونشدّ على يدك، ونحمّلك الأمانة: نرجو أن تمنع هذه المهزلة فوراً.

نرجو إيقاف هذه الخيانة بحق ذاكرة أمتنا. لا تسمحْ لهذا العبث أن يستمر.

لقد صبر الناس طويلاً، لكن الصبر بلغ حافّته. وإن استُفزَّ المكلوم، فمن يمنعه عن الانفجار؟!
وإذا خُذل المظلوم، فمن يمنعه من أن يأخذ حقه بيده؟!
نقولها بأعلى الصوت: لا نريد أن نُجرّ إلى الفوضى… ولكننا أيضاً لن نُهان مرتين. لن نقبل بأن يخرج القاتل من سجنه ليضحك في وجه أمهات الضحايا. لن نغضّ الطرف عن مهزلةٍ يُعاد فيها تدوير الجلادين تحت لافتة "السلم الأهلي".

سيادة الرئيس، الكرة في ملعبك، والأمل معقود عليك، وأنت تعلم محبة الشعب لك.
نرجو التحرك اليوم… قبل أن يأتي يومٌ لا يمكن لأحد فيه أن يضبط الشارع، ولا أن يُوقف الانتقام الفردي حين تفرغ قلوب الناس من الإيمان بالعدالة.

هذه مناشدة من محبّين، وغضب من مكلومين، وصوت من وطن لم يعد يحتمل المساومة على جراحه.

وللعلم، فإن أهلنا في الساحل هم أول من يطالب بتطبيق العدالة الانتقالية على المجرمين والفلول الأسديين، ليخلصوا من وضع هم في غنى عنه.

المحامي باسل سعيد مانع - زمان الوصل
(77)    هل أعجبتك المقالة (17)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي