أقدمت ميليشيا "الشبيبة الثورية" الكردية، التابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، على اختطاف الطفلة الكردية وحيدة مخيز نجم الدين، البالغة من العمر 15 عامًا، من قرية "بيركة" الواقعة في ريف عين العرب – كوباني، بتاريخ 1 حزيران/يونيو 2025، بهدف تجنيدها قسرًا ضمن صفوفها المسلحة، وفقًا لما أكدته مصادر محلية.
وأشارت المصادر إلى أن الطفلة نُقلت إلى أحد معسكرات التجنيد التابعة للميليشيا، بينما لا يزال مصيرها مجهولًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وقد نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة من دفتر العائلة تُثبت هوية الطفلة، وهي المولود الثاني لوالديها نجم الدين مخيز وزليخة حسن، من مواليد بلدة الفرزدق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 2009.

تجنيد قسري ممنهج رغم الإدانات
تسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وذراعها الشبابي "الشبيبة الثورية" (جوانين شورشكر)، عبر تجنيد الأطفال القاصرين في معسكرات التدريب، ثم الزجّ بهم في النزاعات المسلحة. وتستمر هذه الممارسات رغم الإدانات المتكررة من المنظمات الحقوقية، وسط صمت دولي مثير للقلق.
وفي حادثة مشابهة، كانت ميليشيا "PYD" قد سلّمت جثة الطفل ليث حمادي الخليف إلى أسرته في مدينة الشدادي بريف الحسكة، بعد أن لقي مصرعه خلال مشاركته القسرية في صفوف الميليشيا. وكان الطفل قد اختُطف وتم تجنيده عبر "جوانين شورشكر"، بعد أن خضع لعملية تعبئة أيديولوجية مشددة استهدفت القاصرين.
تقرير: وحدات خاصة تستهدف الأيتام
وكانت وكالة "الأناضول" قد نشرت تقريرًا العام الماضي يكشف عن آليات ممنهجة يعتمدها تنظيم PKK وذراعه السوري PYD/YPG لتجنيد الأطفال، خصوصًا الأيتام الذين فقدوا ذويهم في الحرب. وبحسب التقرير، تُنقل هذه الفئة إلى معسكرات مغلقة، حيث يخضعون لتدريبات فكرية وعسكرية صارمة، قبل إلحاقهم بما يُسمى "كتائب البالغين" عند بلوغهم سن 16 عامًا.
وتمنع هذه التنظيمات أهالي الأطفال من التواصل معهم، بل توجه اتهامات بـ"التجسس" لمن يطالب بلقائهم، مع تعرّض بعض الأهالي للاعتقال والتعذيب، ما يضيف طبقة جديدة من الانتهاك الحقوقي في شمال شرق سوريا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية