أعلنت السلطات التركية في ولاية هاتاي عن منح مهلة 15 يومًا كحد أقصى للسوريين المقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة المتضررين من زلزال 6 فبراير/شباط 2023، تطالبهم خلالها بإخلاء المخيمات والاختيار بين الانتقال إلى سكن بالإيجار داخل الولاية أو العودة الطوعية إلى سوريا.
ويأتي هذا القرار وسط تصاعد الضغوط على اللاجئين السوريين المقيمين في مناطق الزلزال، خاصة في ظل تدهور أوضاع المراكز المؤقتة التي أقيمت بعد الكارثة، والتي لا تزال تعاني من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، وفق ما أكدته منظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة.
السياق بالأرقام
وبحسب تقرير رئاسة الاستراتيجية والميزانية حول آثار الزلزال، فإن نحو 50% من السوريين في تركيا يعيشون في المحافظات الإحدى عشرة المتضررة من الكارثة، ويبلغ عدد السوريين تحت الحماية المؤقتة في هذه المناطق نحو 1.738 مليون شخص، تتراوح نسبتهم بين 11% إلى 48% من عدد السكان المحليين حسب المحافظة.
وتشير بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن ما بين 65 ألف إلى 600 ألف مهاجر يقيمون في تسعة مراكز إيواء مؤقتة، فيما ذكرت رئاسة إدارة الهجرة أن العدد الدقيق يبلغ 62,645 لاجئًا، رغم غياب بعض المحافظات المتأثرة كـ"أديامان" عن الأرقام المعلنة.
وأفادت منظمات إنسانية أن اللاجئين قضوا الأشهر الستة الأولى من الزلزال في خيام، وتعرض كثيرون منهم للتنقل القسري عدة مرات، قبل أن يتم نقلهم إلى مخيم بيبيك، الذي يبعد 37 كيلومترًا عن مدينة هاتاي، ويعاني من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
نحو تسريع العودة؟
بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، عاد الحديث بقوة عن مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا، وإمكانية تسريع وتيرة عودتهم إلى البلاد.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أن عدد السوريين الذين عادوا طوعًا إلى سوريا منذ التغيير السياسي الأخير بلغ 250,064 شخصًا.
وبحسب إدارة الهجرة التركية، فإن أعداد السوريين تحت الحماية المؤقتة شهدت ارتفاعًا مطردًا بين 2011 و2021، حيث بلغت الذروة في 2021 بـ3.737.369 لاجئًا، قبل أن تبدأ في الانخفاض التدريجي منذ ذلك الحين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية