أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفد المجلس الإسلامي الإسماعيلي يزور مطرانية السريان الكاثوليك في حمص: دعوة للتآخي ونبذ الطائفية

ضمن جهود المجلس الإسلامي الإسماعيلي في سوريا لتعزيز قيم التآخي الوطني والتعايش بين مكونات المجتمع، أجرى وفد رفيع المستوى برئاسة الأستاذة رانيا قاسم، رئيسة المجلس في عموم سوريا، زيارة رسمية إلى مطرانية السريان الكاثوليك في حي الحميدية بمدينة حمص.

وكان في استقبال الوفد عدد من كبار رجال الدين المسيحي، في مقدمتهم المطران مار يوليان يعقوب مراد، رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك، والمطران مار تيموثاوس متى الخوري، مطران أبرشية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس، والمطران مار بطرس قسيس، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، إلى جانب الأب منهل بولس، النائب الأسقفي للموارنة، والأب اسكندر الترك، والأب فراس حكوم.

واستُهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها المطران مراد، أكد خلالها أهمية التواصل والانفتاح بين الطوائف، مشددًا على ضرورة التركيز على القواسم المشتركة التي تجمع السوريين تحت مظلة الوطن الواحد، داعيًا إلى إطلاق مبادرات ثقافية وبيئية مشتركة تسهم في تعزيز السلم الأهلي والتكاتف المجتمعي.

من جانبها، أكدت الأستاذة رانيا قاسم على الدور الحيوي للمجتمع المدني في المرحلة القادمة، مشيرة إلى ضرورة تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين أبناء الوطن، وتمكين الشباب، وتجاوز الخطابات الفردية والطائفية التي لا تعترف بتاريخ الآخر. كما دعت إلى بث رسائل إيجابية قادرة على تجاوز تعقيدات المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا.

وشهد اللقاء مداخلات من عدد من الحضور، حيث شدد المطران متى الخوري على أهمية تجاوز الماضي، وكسر الحواجز النفسية التي تعيق التواصل بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً أن "غنى المجتمع السوري يكمن في تنوعه"، متسائلاً: "هل نحن مستعدون فعلاً لأن نلتقي لنرسم معاً صورة وطن للجميع؟".

أما المطران قسيس، فقد شبّه سوريا بـ"جسد مريض"، لكنه أعرب عن ثقته بأن أمام السوريين فرصة حقيقية للنجاة، إذا ما تكاتفت النخب المدنية والدينية من أجل صناعة واقع جديد يقوم على التنوع، والاحترام المتبادل، والتعاون الخلاق. كما نوه بالدور الإيجابي للطائفة الإسماعيلية خلال سنوات الحرب، مشيداً بمواقفها الوطنية.

واختتم اللقاء بتأكيد جماعي على أهمية استمرار هذا النوع من اللقاءات، والعمل على تفعيل المبادرات المشتركة وتحويلها إلى برامج ملموسة تُسهم في بناء سوريا الحديثة، القائمة على السلام، والعدالة، والشراكة الوطنية.

فاتح كلثوم - زمان الوصل
(40)    هل أعجبتك المقالة (34)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي